مقالات الرأى

لواء مروان مصطفى يكتب : من حكاوي القهاوي.. مين فينا اللى يستحق الدعم  ؟؟

0:00

 
انا  فاكر انك سألتني المرة اللي فاتت … مين هو المواطن اللي بيستحق الدعم ..!!؟

الدوله بتقول انهم الطبقه الأقل من المتوسطة اوالطبقه الاكثر احتياجا (وبلاش نستخدم كلمه الفقراء) ودول اغلبهم طبعا من فئات العماله المهنيه والحرف اليدويه ، وسكان المناطق العشوائيه ، ويدخل معاهم طوائف العاطلين من المتسولين ومنادي السيارات وحاملي المكانس المزيفين وغيرهم من فئات البطاله او العطاله المقنعه….. وهات ورقه وقلم وتعالي نحسب الدخل الفعلي الحقيقي للطوائف دي ..هتلاقي ان  اصحاب الحرف (من سباكه ونجاره وميكانيكا وكهرباء وغيرهم ) دخلهم اليومي والشهري اكثر بكتير من اي حد ، وطبعاً كلنا بنعاني من اسعارهم وبندفعها غصب عننا ، وطبعا كلها مكاسب وايرادات مخفيه تماما عن كل انواع الضرائب .. ورغم كده الدوله حريصة علي دعمهم …مش عارف ليه ..!!

والغريب جداً أن الدوله بتدعمهم وهي عارفه كويس جداً أن اكتر فلوسهم بتروح علي الدخان وعلي المحمول وعلي المزاج طبعا ..وشوف انت بقى سعر علبه السجاير النهارده حوالي من 40 ل 50 جنيه يعني السيجاره الواحده تقريبا من 2ل3 جنيه ، وسعر دقيقه المحمول ( اللي مع كل واحد فيهم )اكثر من 25 قرش ، وده غير باقه الانترنت ..شوف بقى بيصرف كام على سجايره ومكالماته ومزاجه … والاغرب ان الحكومه مصره انها تدي له الرغيف بخمس قروش بس ، وكتيرمنهم مش بيرضي يأكل الرغيف ده لسوء حالته وبيأكله للفراخ ، وناس تانيه بيبيعوه ، والمضحك ان الخمس قروش اتلغت من زمان والحكومة عارفه كده كويس .

والدوله ( كتر الف خيرها ) ركزت جهودها على سكان المناطق العشوائيه ، وعملت لهم مساكن محترمه في مجمعات سكنيه نموذجيه متكامله بالملاعب والحدائق والعيادات والمدارس .. وكمان سلمتهم الشقق بتاعتهم مفروشه بالكامل بكل الاجهزه وبأجر شهري بسيط (وما فيش دوله في العالم بتعمل كده) والعجيب واللي  يجنن الواحد ..ان ناس منهم رجعوا يسكنوا تاني في العشوائيات والمقابر..علشان يأجروا الشقق دى ، وبعض سكان الادوار الارضي فتحوا شققهم على الشارع عشان يحولوها لمحلات تجاريه .. ولما الدوله تصدت ليهم ومنعتهم اعترضوا وعملوا مظاهرات علشان مش عاجبهم .

وقال منفعلاً .. عارف مشكله (السجينات الغريمات) اللي كل قلوبنا بتتقطع علشانهم ، وكلنا بنساعدهم .. والرئيس خلى صندوق تحيا مصر يدفع غراماتهم علشان يفرج عنهم .. المشكله دي اصبحت بيزنس كبير لأن بعضهم استغل القصه دي ودفعوا فلوس للستات الفقراء الغلابه وأخدوا بطاقتهم الشخصيه ، وأشتروا بيها اجهزه منزليه وكهربائيه ، وبصموا الستات دي على كمبيالات .. ولما محدش دفع الاقساط دي  ..الست الغلبانه هي اللي اتحبست .

بالتاكيد محدش يقدر ينكر.. ان في ناس كثيره تحت خط الفقر، ومعيشتهم صعبه للغايه ، ودخلهم محدود جداً..وفعلاً هما دول  اللي محتاجين الدعم والمسانده ..لكن المشكله الكبرى أن الحكومه مش عارفه تحددهم ، أوتوصل لهم ..وعلشان كده بتصرف كثيرعلى ناس غيرهم لا يستحقوا الدعم … (وبرضه مش عاجبنا) ان ثمن الرغيف  المدعم اقل من ثمن سيجاره واحده بيشربها ، أومن دقيقه بيرغي فيها في تليفونه (هو ده معقول يا عالم). 

وأكمل قائلاً ..عارف بقى مين اكثر ناس لازم الدوله تدعمهم ..هم الطبقه المتوسطه وهما فعلاً اللي – تحملوا ومازالوا العبء الأكبر اكثر من اي حد ثاني – في عمليه الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وهم الكادحين المطحونين فعلا ..ودول أغلبهم من الموظفين واصحاب المعاشات ذوي الدخل المتوسط سواء في الحكومه او القطاع الخاص ..وهم اللي بيدفعوا ضرايبهم على (داير مليم) لانها بتتخصم من مرتباتهم في المنبع ،وضرايب شققهم ، وكل مستحقات الدوله.. ودول اللي كانوا عايشين في السابق حياه متوسطة هنيه ، ومستوي معيشي مناسب ومعقول … وكان دخلهم بيكفي كل احتياجاتهم الأساسية والحياتيه والمعيشيه .

لكن بعد التضخم والتعويم تغيرالحال ..ولقوا ان دخلهم ده ( بالرغم من زيادات الدوله المتكرره للمرتبات والمعاشات ) لايكفي لنفس احتياجاتهم اللي كانوا متعودين عليها ..ولا مستوى العيشه اللي كانوا عايشينها قبل كده ..علشان الغلاء الفادح ، ومصاريف الحياه اللي توحشت ، واسعار خدمات الكهرباء والخدمات والعلاج والدواء وحتي مصاريف المدارس والجامعات والدروس الخصوصية اللي زادت بفظاعه .. وبالتالي زادت قروضهم، وديون كروتهم الائتمانيه وهوما قد يشكل عدم توازن اجتماعي واقتصادي في المستقبل.

وفجأة هب واقفاً وقالي .. اعمل معروف لازم امشي وألحق اروح البنك علشان ادفع قسط القرض بتاع مدارس العيال ونكمل القعده الجايه… ومشي وسابني سرحان في اللي قاله …والي اللقاء في القعده اللي جايه باذن الله تعالى .

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب.

زر الذهاب إلى الأعلى