كمال جاب الله يكتب| 10 سنوات من الإنجازات المصرية – الصينية المشتركة
يوم الأربعاء 26 أكتوبر، أمضيته بالكامل في زيارة – مفعمة بمشاعر الحماس والتفاؤل – للأبراج الشاهقة، التي أوشكت السواعد المصرية– الصينية، المشتركة، على إنجازها،بمنطقة الأعمال المركزية، بالعاصمة الإدارية الجديدة.
قبلها بنحو أسبوع، وتحديدًا، في يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الحالي، حضرت منتدى “مصروالصين في 10 سنوات– التقدم مستمر“، بمشاركة العديد من الخبراء والأكاديميينوالإعلاميين، الذين تناولوا إنجازات البلدين، في ظل الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
على هامش زيارتي لمشروع الأبراج الشاهقة بمنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإداريةالجديدة، نظمت الشركة الصينية المنفذة للمشروع ندوة تثقيفية، حضرها حشد منالعاملين، وكان عنوانها “فصل جديد لمسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية“، في ضوءقرارات المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.
مشروع منطقة الأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة هو أكبر مشروع تنفذه شركات صينيةفي مصر، حتى الآن، وجرت مراسم التوقيع على إنشائه، بمناسبة الذكرى الستين لإقامةالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحضور الرئيسين السيسي وشي جين بينج.
يغطي المشروع مساحة إجمالية تبلغ 628 ألف متر مربع، فيما تبلغ مساحة البناءالإجمالية 1.92 مليون متر مربع، وفي الوقت الحاضر، دخل المشروع مرحلة الديكوروالبناء الكهرو–ميكانيكي، ومتوقع الانتهاء منه، وتسليمه في العام المقبل.
في الطابق الـ 74 وعلى ارتفاع نحو 360 مترًا، التقيت المدير العام التنفيذي للبرجالأيقوني، وي جيان شون، الذي تحدث –بفخر– عن أعلى ناطحة سحاب في مصروإفريقيا، وما يتمتع به المبنى من مزايا من حيث: الارتفاع والتصميم والتنفيذ.
البرج الأيقوني يعد واحدًا من 20 ناطحة سحاب، في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمةالإدارية الجديدة، تضم 12 ناطحة سحاب للمكاتب التجارية، و5 سكنية، وفندقين راقيين 6 نجوم.
تشانجويتساي المدير العام لإحدى الشركات الصينية المعمارية في مصر، أكد أن شركتهستستمر في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري، وتلتزم بتطبيق مبادئ ومفاهيم: المصيرالمشترك.. والبناء والمشاركة.. والفوز المشترك.. ودفع عجلة التنمية والازدهار معًا، وتحقيقالترابط بين رؤية مصر 2030، ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
أشار تشانجويتساي، إلى تعاون شركته مع أكثر من 300 شركة في مصر، والمساهمة فيتوفير ما يقرب من 30 ألف فرصة عمل، بصورة مباشرة وغير مباشرة، ومشاركة الحرفاليدوية المتقدمة والإنجازات التكنولوجية، وتعزيز تطوير الهيكل الصناعي، وإنشاء“معهد لوبان” لتحسين المهارات المهنية للعمالة المصرية، من خلال الدراسة النظريةوالممارسة الفنية.
أمام منتدى مصر والصين في 10 سنوات، الذي أقيم برعاية المجموعة الصينية للإعلامالدولي، أشاد تشانج تاو، القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر بالتعاون المثمر بينالبلدين خلال العقد الماضي.
أكد تشانج تاو أن التبادلات المكثفة رفيعة المستوى بين الصين ومصر عززت الثقةالسياسية المتبادلة، مضيفًا أنه في السنوات العشر الماضية ارتفع حجم التبادل التجاريإلى ما يتراوح بين 10 مليارات دولار إلى نحو 20 مليارًا، في الوقت نفسه، ارتفع الحجمالتراكمي للاستثمارات الصينية في مصر إلى 1.5 مليار دولار.
أوضح أن المشروعات المصرية الضخمة التي تنفذها الشركات الصينية، مثل: منطقةالأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأول قطار كهربائي خفيف، وأبراج مدينةالعلمين الجديدة، أصبحت رموزًا جديدة للتعاون البراجماتي بين الصين ومصر.
أضاف القائم بأعمال السفير الصيني، تشانج تاو، أن تلك المشروعات دربت عددًا كبيرًا منالكوادر المهنية والفنية من الشباب المصري، كما ساهمت في دعم التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية لمصر.
في كلمة أمام المنتدى، أعلن رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق، الدكتور عصام شرف، أنالسنوات العشر الأخيرة تعد من أهم وأصعب السنوات التي مرت على مصر والصين، إذخطت الدولتان–رغم الصعوبات والتحديات والتهديدات– خطوات واسعة، وبذلتا جهودًاحثيثة على طريق إطلاق الجمهورية الجديدة لكل منهما.
مدير معهد الدراسات العربية بالقاهرة، الدكتور محمد كمال، طرح مجموعة من الأفكار،التي تمثل قاسمًا مشتركًا في تجربة التنمية بكل من مصر والصين، مؤكدًا أنه لا يوجدنظام واحد يصلح لكل الدول، بل لكل دولة الحق في تطوير نظامها وفقًا لظروفهاالاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وخبرتها التاريخية، وقيمها الثقافية، لكن هذهالخصائص الذاتية لكل دولة لا تمنع الاستفادة من تجارب الآخرين.
————-
نقلاً عن بوابة الأهرام