مقالات الرأى

أحمد صلاح يكتب: علي تاريخ مصر

مهووسا هي الكلمة الأقرب لحالتي وأنا أقرأ تاريخ مصر، حقا، حد الهوس وقد تتجاوزه بقليل، فكلما أبحرت في تاريخ مصر كلما وجدت نفسي ما زلت لا ألم بكافة جوانبه، وتخرج علي حكايات وأحداث وأسماء، تجعلني أحسد المؤرخين الذين أفنوا أعمارهم، وانثنت ظهورهم وهم ينبشون أضابير التاريخ، ليكتبوا تاريخ مصر
مصر
تلك البلد التي أول من عرف الدولة، أول من عرف الكتابة، اخترعت القلم، والحروف، أول من علم العالم كل شيء، الملبس، الزراعة، السكني، الطب، العمارة، الأدب، وحتى في بحثهم عن الخالق.
مصر
تلك البلد التي كانت مثل بوتقة، تصهر فيها المحتل، فتعطيه منها ولا تأخذ منه إلا المفيد، وتلفظ الباقي، وتلفظ معه المحتل، وتظل هي مصر.
مصر
تلك البلد التي تتباين وتختلف في كل مكواناتها، تختلف اللهجات بين قرية وقرية، حتى لو يفصل بينهما مجرد ترعة، ملابس وعادات وتقاليد، أطعمة وخبز، كل ذلك يتكامل وينصهر في كيان ضخم اسمه مصر
وفي كل يوم في تاريخها حكاية، وحدث، وكل ساعة كان يولد من يقود العالم أو يعلمه، أو يكتب، أو يصنع فنا،
مصر
تلك التي تقع علي ناصية العالم، وتفردت بموقعها، وجوها، فكانت حاضنة لكل شيء، ومهرب الجميع، ومسكنهم، وعلي مدار تاريخها كانت دائما الملجأ والملاذ
وعندما كلمني رئيس التحرير يطلب مني أن أكتب مقالا، كان الهوس بالتاريخ قد أخذ مني مبلغه، وأصبحت راسي حبلى بالكثير من الحكايات، فهل حانت ساعة المخاض، لأضع علي الورق وذلك الفضاء السيبراني ما قرأته وحللته، من شذرات هنا وهناك، لأضعها أمامكم .
التاريخ يكتب بأكثر من رؤية، وأكثر من مصدر، وأكثر من مرجع، ولكن في حالتنا، فأنا لا أكتب تاريخا، ولا أعد نفسي مؤرخا، أنا فقط قارئا نهما مهووسا بالتاريخ، لا أقول إنني سأكتب من وثيقة، بل سأستقي من كتب خطها قبلي أساتذة، فقط كل ما سأفعله أنني سألملم شعثاء بعض الأحداث، هذا المشروع الذي ساخطة معكم قد يجود عصف ذهني، أو قراءة متأنية من البعض، وهذا ما أرجوه، فالتاريخ يكتب بدلا من المرة ألف مرة.
زر الذهاب إلى الأعلى