اكتشف باحثون أمريكيون طريقة علاجية فعَّالة تضمن التعافي التام من تعاطي المخدرات.
وأوضح الباحثون، في دراسة نشر تفاصيلها موقع «الشرق الأوسط»، نقلاً عن دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، أنهم توصلوا إلى تحديد هدف علاجي يمكن استهدافه لمنع العودة إلى استهلاك المواد المخدرة بعد الإقلاع عنها.
ولفتوا إلى أن إنزيماً يُعرف باسم «هيستون ديسيتيلاز» يؤدي دوراً مهماً في الحد من الذكريات الإيجابية المرتبطة باستهلاك المواد المخدرة، بعد فترة من الامتناع عنها.
وقال كريستوفر كوان، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الأمريكية، إن «الإنزيم يحد من الإشارات المرتبطة بالهيروين، ويعارض الطبيعة القوية لإشارات المخدرات التي تحفز سلوك البحث عنها»، مؤكداً أن وظائفه في الدماغ تعزز عدم العودة إلى تعاطي المخدرات.
وفحص كوان سلوكيات البحث عن المخدرات من خلال نمذجة العودة إلى استخدام المواد الأفيونية في الفئران بعد فترة من الامتناع عن التعاطي الذاتي للهيروين.
وأعطيت الفئران في البداية الفرصة للحصول على الهيروين عن طريق الضغط على رافعة، وفي الوقت نفسه، تم تزويدها بإشارات بصرية وصوتية مرتبطة باستخدامه.
وبعد فترة من 2 إلى 3 أسابيع من الاستخدام اليومي للهيروين، مرَّت الفئران بأسبوع من الامتناع عن تناوله قبل إعادتها إلى البيئة، حيث كانت تستخدم الهيروين في السابق.
وأثار هذا المكان المرتبط بالمخدرات سلوك ضغط الرافعة، لكن في هذه الحالة لم يتم تسليمها أي هيروين.
وتم تحفيز سلوك البحث عن المخدرات في الفئران من خلال تعريضها للإشارات المرئية والصوتية التي كانت مرتبطة سابقاً باستخدام الهيروين.
وأعطيت الفئران جرعة صغيرة من الهيروين لتذكيرها بشعور المخدر، ومرة أخرى، حفز ذلك البحث النشط عن الهيروين.
وأضاف كوان: «من خلال معرفة عدد المرات التي تضغط فيها الفئران على الرافعة أثناء عدم الحصول على الهيروين، يمكننا قياس قوة سياق تعاطي المخدرات، أو إشارات الذاكرة المرتبطة بالمخدرات أو إعادة التعرض لتأثيرات العقاقير الفسيولوجية لتعزيز العودة إلى استخدام الهيروين».
ولمعرفة كيف سيطر الإنزيم على سلوك البحث عن المخدرات بعد فترة من الامتناع، استخدم مختبر كوان خدعة جزيئية إما لزيادة أو تقليل مستوياته في المخ.
وأظهرت الفئران التي لديها مستويات أقل من الإنزيم سعياً نحو الهيروين عند تعرضها للمحفزات، في حين أظهرت الفئران ذات المستوى الأعلى انخفاضاً في سلوك البحث.
وخلص الباحثون إلى إمكانية استهداف الإنزيم بزيادة مستوياته في الدماغ، ليكون علاجاً محتملاً لمنع العودة إلى تعاطي المخدرات.