عبد المعطى أحمد يكتب: درع الأمة
صدق الرئيس الشهيد محمد أنور السادات عندما قال فى خطابه أمام مجلس الشعب بعد انتصار حرب أكتوبر:”إن من حق هذه الأمة أن تأمن وتطمئن بعد خوف أن أصبح لها درع وسيف”.
وفى هذه الأيام ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر العظيم وما قدمته القوات المسلحة لمصر والمصريين على مدار تلك الفترة نستطيع أن نقول بالفم المليان فعلا الأمة المصرية أصبح لها درع وسيف.
نعم الجيش المصرى القوى هو درع الأمة المصرية والعربية الذى يدافع عنها فى الداخل والخارج.
نعم هو درع الأمة الذى خرج من كل بيت مصرى فقيرا أو غنيا أقسم على الدفاع عنها, وألا يترك سلاحه قط حتى يذوق الموت.
نعم درع الأمة الذى تصدى ومازال للعدو الصهيونى, ويتصدى حاليا للعدو المتأسلم الإرهابى الذى يعيش بيننا ويخرج من بعض بيوتنا ليقتل رجالا من درع الوطن.
نعم درع الأمة الذى وقف فى أحلك الظروف أيام مؤامرة يناير وحمى البلاد والمواطنين, وقدم للمصريين من أول رغيف الخبز ولتر البنزين حتى الشعور بالأمن والأمان.
ستظل مصر منذ نشأة التاريخ وحتى يومنا هذا وإلى آخر الزمان مدينة لأبنائها رجال القوات المسلحة الذين لايعرفون إلا التضحية والفداء من أجل عزة وطنهم وأمان شعبهم .
وفى عيد النصر نقول لهم كل عام وأنتم بخير, وكل عام وأنتم حماة الوطن وأبطاله, وسلاما على شهدائنا فى عليين.
- يظل التاريخ فاتحا أبوابه لهؤلاء المنتصرين الذين ضحوا من أجل أوطانهم وقدموا الكثير لبلدهم وشعوبهم, لذلك سيذكر التاريخ الذى فتح صفحاته بكل فخر وإعزاز ماقدمه المصريون فى حرب العزة والكرامة أكتوبر 1973جرأة القائد فى اتخاذ القرار, وتضحيات الجنود على الجبهة بأرواحهم, والتفاف الشعب حول القائد والجنود بالتشجيع والتأييد وتوفير كل مقومات الانتصار, لتسجل أكتوبر ملحمة عبور حقيقية ليس فقط لتحرير الأرض, بل لتحرير طاقات المصريين الخلاقة “الجيش والشعب” لتتحد فى بوتقة واحدة , وتصبح مصر من وقتها جيشا وشرطة وشعبا “إيد واحدة”, وكما قال ابن خلدون:”إن التاريخ فى ظاهره لايزيد على الأخبار, ولكن فى باطنه نظر وتحقيق” , فالبنظر والتحقيق نجد أنه عندما يتحد المصريون جميعا”الجيش والشرطة والشعب” تنتصر إرادتهم ويحققون الانتصار فى كل معاركهم المصيرية, وماحدث فى 30 يونيو خير دليل, فقد تحررت مصر واستعادت هويتها, وانتصرت فى معركة البقاء, وتواصل العمل والتضحية فى معركة البناء.
- اعترف وزير الحرب الاسرائيلى موشيه دايان فى ديسمبر 1973بأن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل,وأن ماحدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون, وأظهر لهم مالم يروه من قبل وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيليين, وكتب موشيه فى مذكراته يقول:”إننا لانملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى”, مشيدا بالدقة التى استخدم بها المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات, وأن اسرائيل لو استمرت فى دفع المصريين عبر القناة لوصلت قوتها العسكرية إلى صفر.
- فى أوقات الأزمات تحتاج الأمم والشعوب إلى قادة وزعماء يملكون القدرة على الصدق ومصارحة شعوبهم ومصارحتهم وتجنيد كل طاقاتها من أجل تخفيف المتاعب الراهنة ومواصلة تجديد الرهان على الأحلام المرتقبة.
- نصف الشجاعة فى القدرة على المبادأة وعدم التردد!
- علمتنى الحياة أن بين الفهم والوهم حرف, وبين الداء والدواء حرف, وأن حروف الألم هى نفسها حروف الأمل, وعلينا أن نختار طريقنا حتى نكون مؤهلين لخوض معارك الحياة بحلوها ومرها وهما طريقان لاثالث لهما إما حب أو حرب, وإما فهم سليم أو وهم سقيم, وإما دواء محيى أو دواء مميت, وعينا الاختيار.
- لأمير الشعراء أحمد شوقى قصيدة يقول فيها:
ظهر الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
ومشى في الأرض يهذى ويسب الكافرينا
ويقول أنا الإمام لجميع المؤمنينا
فاطلبوا الديك يؤذن لصلاة الفجر فينا
فأجاب الديك عذرا يا أضل الفاسقينا
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
من يقصد ياترى ياهل ترى؟ القصيدة كتبها شوقى قبل أن يفارق الحياة بأيام في ١٣ سبتمبر ١٩٣٢أى بعد أربع سنوات من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين انكشفت خلالها نوايا الإخوان الحقيقية. إنها الوصية التي تركها شوقى لنا.أراد كغيره من بعيدى النظرأن يلفت انتباهنا إلى الكارثة التي تحدق بمصر، لكننا كنا نائمين!