عبد المعطى أحمد يكتب: حسين رياض فى ذكراه
فى يوم 17يوليو من عام1965 توفى الفنان حسين رياض, وهو واحد من أهم نجوم السينما المصرية عبر تاريخها, وأشهر من جسد دور الأب فى السينما المصرية, وصاحب الصوت الأجش المعبر لأقصى درجة.
حدث ولا حرج من الأفلام التى شارك فى بطولتها وتعبر بحق عن زمن السينما الجميل , نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: سلامة فى خير – لحن الوفاء- موعد مع الحياة- شارع الحب – رد قلبى – فى بيتنا رجل- المماليك- واإسلاماه- بابا آمين- السبع بنات- الملاك الصغير- بنت 17- لحن السعادة- أمير الانتقام- ربيع الحب.
برع الفنان الراحل فى تجسيد العديد من الأدوار شديدة الانسانية فى أفلام شارع الحب وموعد مع الحياة ورد قلبى, وبرع لأقصى درجة فى تجسيد دور الأب المصرى الصميم فى فيلم” فى بيتنا رجل”, ودور الشرير فى فيلم الممالك, وألمظ وعبده الحامولى, ومازال الملايين يستمتعون بأفلامه التى تمثل بحق العصر الذهبى للسينما المصرية.
حسين رياض من مواليد السيدة زينب يوم 13 يناير 1897من أب مصرى وأم سورية, وبدأ هوايته فى التمثيل أثناء دراسته الثانوية فانضم إلى فريق الهواة بالمدرسة, وشارك فى أول مسرحية فى حياته وهى” خلى بالك من إمياى”, وكانت بطلة المسرحية روز اليوسف, وحتى لاتعرفه أسرته غير اسمه من حسين محمود شفيق إلى حسين رياض, وظل يعمل لعدة فرق مسرحية منها فرقة الريحانى, ومنيرة المهدية, وعلى الكسار, وعكاشة,ويوسف وهبى,وفاطمة رشدى واتحاد الممثلين, وشقيقه الفنان فؤاد شفيق.
ورغم مرور كل تلك السنوات على رحيله لم يستطع أى فنان تعويض غيابه, لأن حسين رياض – ببساطة- كان ولايزال حالة فريدة وخاصة جدا فى تاريخ السينما المصرية, فقد أتقن لأقصى حد دور الباشا, والفلاح المقهور, والأب, والموظف البسيط , حتى أدوار الشر برع فيها للغاية, وأبكى الملايين فى الكثير من أفلامه, وامتد نشاطه الفنى مايقرب من 46 عاما, ظهر خلالها فى نحو 320 فيلما, و240 مسرحية, و150 عملا إذاعيا, و50 عملا تليفزيونيا.
من المناظر المألوفة فى جميع أنحاء الجمهورية هذه الأيام انتشار باعة البطيخ بالشوارع بعد افتراش أماكن بيعه بالرمال الناعمة, ووضع أكوام منه عليها, ولايكتفى باعة البطيخ بذلك , بل يقوم بعضهم بالتجوال فى الأزقة والحارات مستخدمين مختلف أنواع وسائل النقل القديمة التى تجرها أو من خلال التروسيكلات والسيارات الصغيرة الحديثة منادين” على السكين يابطيخ”, وهم يظنون أنهم يقدمون خدمة للناس فى بيوتهم, بينما- فى الواقع- يسببون بنداءاتهم الصارخة إزعاجا فى أوقات يلتمس فيها الناس الراحة, وفى جميع الأحوال يظل لقب”شيليان يابطيخ” هو الأشهر فى النداء, ويعد البطيخ نجم الصيف الغامض الذى يحتاج إلى خبير لمعرفة الجيد من الردىء, من خلال الطبطبة, ومن صدى الطبطبةئ على البطيخة يتم التعرف على حالتها, وحين تجوس سكين البائع بداخلها وسط حالة الترقب من المشترين الذين يلتفون حول الحادثة المهمة بترقب مثير, ولكن هذه المغامرة يمكن تجنبها مع دفع هامش معقول للبائع لتشجيعه على اختبار البطيخة وشقها ليتحمل مخاطرة البطيخ “الأقرع”! وحيث لاأحد يستطيع أن يخمن الحالة فى داخل البطيخة , لذا اعتاد الناس أن يشبهوا الزواج بها, إما أن تثير الغبطة والبهجة, أو خيبة الأمل والاحباط.!