مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب:الدور الاجتماعى للقطاع الخاص

لعقود طويلة تبادل القطاع الخاص والحكومة الأدوار والمسئوليات فيما يخص التنمية والاستثمار, ففى الدول التى تتبنى الاقتصاد الرأسمالى يلعب القطاع الخاص الدور الرئيسى فى الاستثمار والتنمية, بينما تتكفل الحكومات بدور مساند, وفى الدول التى تتبنى الاقتصاد الاشتراكى تقوم الحكومات بالدور الرئيسى فى التنمية والاستثمار, بينما يقوم القطاع الخاص بدور أصغر, وهناك ثلاثة أدوار أو مسئوليات للقطاع الخاص فى أى دولة على النحو الآتى:
1- دور ومسئولية فى الاستثمار والتنمية, وهو الدور التقليدى الذى أجاده القطاع الخاص.
2- دور ومسئولية تنافسية, حيث أصبح منوطا بكل دولة أن تمتلك مزايا تنافسية, وتحقق لنفسها مرتبة تنافسية متقدمة بين دول العالم, وإلا فاتها قطار التقدم, وأصبح للقطاع الخاص الدور الرئيسى لتحقيق تنافسية الدولة.
3- دور ومسئولية اجتماعية حيث لم يعد قياس كفاءة القطاع الخاص مرهونا بحجم استثماراته, ومعدلات نموه وعائدات أرباحه فقط, بل أصبح مطالبا بالمشاركة والمساهمة فى التنمية المجتمعية والتنمية البيئية.
واقتصر دور القطاع الخاص فى السنوات الأخيرة فى المجال الاجتماعى على جهود فردية اتخذت فى الأغلب صورة التبرعات والمساهمات الاجتماعية, وفى بعض الأحيان كان هذا الدور بطلب أو تشجيع من الدولة والحكومات للقطاع الخاص للقيام بهذا الدور.
ومنذ مايزيد على ثلاثة عقود, بدأ بعض رموز القطاع الخاص إنشاء مؤسساتهم الاجتماعية والخيرية, وواكب ذلك تطويرمساهماتهم الاجتماعية والتنموية من النمط الفردى إلى الشكل المؤسسى المنظم, كما تنوعت أنشطتهم الاجتماعية من مجرد أنشطة ورعاية لتتضمن أنشطة تنموية أكثر فاعلية وتأثيرا, ثم انتقل القطاع الخاص من “الهواية” إلى “الاحتراف”, ومن “التبرع الخيرى” إلى درجة أعلى من “الالتزام”.
ومما تقدم يصبح لزاما على رجال الصناعة والانتاج والأعمال فى مصر تحقيق التوازن بين حق العامل وصاحب العمل لضمان الأداء المتميزللعامل, وتحقيق العلاقة الطيبة بينه وبين الشركة, وكذلك علاقة الحب بين العامل والآلة, التى تؤدى من ناحية إلى زيادة الانتاج وتحسين جودته, ومن ناحية أخرى إلى حل – ولو جزئى- لمشكلة العامل الاقتصادية, وينصب هذا كله نحو هدف تحقيق العدالة الاجتماعية.
وفى هذا المقام, فقد أفرد الإسلام اهتماما خاصا بالعمل الاجتماعى الذى يعود بالخير على الناس, ورفع من شأن كل عبادة فيها تحقيق لمصالح العباد, وقضاء لحوائجهم, وتفريج لكرباتهم, وتهوين لمصائبهم, وأقر الحقيقة النبيلة:”أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس, وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم, أوتكشف عنه كربة, أو تقضى عنه دينا, أو تطرد عنه جوعا”, ففى الإسلام لامعنى للعبادة بدون العمل الاجتماعى, بل إن العبادة إن لم تقترن بحسن الخلق والمعاملة مع الناس,فإنها تجلب الوزر لاالأجر, وليس من الدين أن تقابل الأزمات التى نعيشها من فقر وبطالة بالانسحاب من المجتمع والاعتكاف فى الزوايا, وليس من الفقه فى شىء أن ينفق الغنى أمواله فى الحج والعمرة كل عام, أو فى زخرفة المساجد إلى حد الإسراف والمباهاه, ويترك المجتمع غارقا فى أزماته, لكن مقتضى الفقه فى الدين أن ينفق هذه الأموال فى الأوجه الأكثر نفعا للمجتمع.
• من المعالم الوطنية المصرية فى شهر فبراير ذكرى رحيل الزعيم الوطنى مصطفى كامل باشا عن 34عاما صاحب مقولة:”لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا”,وهو أيضا صاحب مشروع إقامة أول جامعة مصرية الذى طاف أوروبا مطالبا باستقلال الوطن ورحيل الاستعمار الانجليزى.إن نماذج القدوة التى نضعها أمام عيون وعقول شبابنا المصرى والعربى ونجعلها نماذج تحتذى, لاينبغى أن تصبح مقصورة على أبطال الرياضة ونجوم الفن مع كامل الاحترام لهم جميعا.
• فى مثل هذا اليوم حتى لاننسى9فبراير 1920 ولدت الإعلامية تماضر توفيق, وهى أول سيدة تتقلد رئاسة التليفزيون المصرى, وفى عام 1943 انسحبت اليابان من وادى القنال بعد انتصار الحلفاء, وفى 1963 تم إعدام رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم بعد يوم من الاطاحة به وإجراء محاكمة سريعة له, وفى 1985تم إطلاق أول قمر صناعى عربى “عرب سات” إلى الفضاء من خلال منظمة الاتصالات الفضائية العربية والتى استمرت المؤسسة بعد ذلك فى إطلاق عدة أجيال من الأقمار لتقديم الخدمة لأنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا, وفى 204 قامت مجموعة من المتطرفين اليهود بتحطيم أعمدة رخامية أثرية بالقرب من المتحف الإسلامى داخل ساحة المسجد الأقصى يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى