مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب:أمنياتك فى العام الجديد

صديق من الزمن الجميل, وهو رجل كبير فى السن يتحدث معى عن أمنياته فى الحياة فى صورة ذكريات فقال: تمنيت أن أتزوج, وفعلا تزوجت, ولكن الحياة ليست جميلة بلا أولاد!, فتمنيت أن أرزق بالأولاد, وفعلا رزقت بالأولاد, ولكننى مالبثت إلا وقد سئمت من جدران البيت!, فتمنيت أن أمتلك منزلا جميلا به حديقة, وفعلا وبعد عناء وجهد امتلكت المنزل والحديقة, ولكن الأولاد كبروا, فتمنيت أن أزوج أولادى,وفعلا تزوجو, لكننى سئمت من العمل, ومن مشاقه وأصبح يتعبنى!, فتمنيت أن أتقاعد لأرتاح, وفعلا تقاعدت, وأصبحت وحيدا كما كنت بعد تخرجى تماما, لكن بعد تخرجى كنت مقبلا على الحياة,أما الآن فأنا مدبر عن الحياة,ولكن مازالت لدى أمانى, فتمنيت أن أحفظ القرآن, لكن ذاكرتى خانتنى,فتمنيت أن أصوم لله, لكن صحتى لم تسعفنى, فتمنيت أن أقوم الليل, لكن قدماى لم تعد تقوى على حملى, فقلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: اغتنم خمسا قبل خمس:”شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك,وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك”, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك,وخبيئة من عمل صالح لايعلمها إلا أنت,ولاتنسى وأنت تحدد أمنياتك أن لاتهتم بالشكل,وتترك المضمون,ولعل القصة التالية توضح القصد والمعنى:

ذهبت سيدة ضخمة وطويلة وعريضة المنكبين ووجهها الأسمر مخيف إلى مكتب محاماه,فبدأ المحامون الرجال يتسللون واحدا تلو الآخر إلى الخارج, ولم يتبق سوى فتاة لاستقبالها.كانت قلقة من شكلها,وتتجنب النظر إليها حتى بدأت حديثها فقالت:أنا سيدة كان الرجال ينفرون منى حتى وصلت لسن الأربعين ولم أتزوج, وفى يوم زارتنى جارتى,وعرضت على الزواج من مقاول أرمل ولديه أربعةأطفال بشرط أن أخدمهم, وألا يكون لى طلبات كزوجة,فوافقت وتزوجت,ومرت سنوات, وأنا أرعى الأولاد كأنهم أبنائى,وغمرتهم بحنانى حتى أصبحت لهم أما يحبونها ويقدرونها,وحدث أن نجح زوجى واغتنى أكثر, والغريب أنه أحبنى وبدأ يعاملنى كزوجة!, وقد أتيت إليكم لأن زوجى مات, وكتب لى عقارات تقدر بالملايين ولم يعترض أولاده,ولكن أريد أن أعيد إليهم أملاكهم,وأخرجت الأوراق والعقود التى تثبت صحة كلامها, فصمتت السيدة, وتجمد الكلام على شفتى الفتاة التى كانت تشمئز منها, عندما رأت سيدة ترفض هذه الملايين بجرة قلم!فسألتها وهى تشعر بالخجل من نفسها بعد أن شعرت نحوها بحب غريب لمس قلبها!:أليس أفضل لك أن تحتفظى ببيت تحسبا للزمن؟فقالت:لا. يكفينى حب الأولاد لى, والله الذى رزقنى الحب بعد الجفاف سوف يرزقنى ويهبنى معه كل شىء. يقول المثل الإنجليزى:”ليست كل أمرأة جميلة طيبة,ولكن كل أمرأة طيبة جميلة!

الطفل الكولومبى “فرانشيسكو خافيير فيرامانزانارس” (13عاما) الذى ألف كتابا عن التغير المناخى بصورة مبسطة,وتحدث عنه الدكتور محمود محيى الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بتمويل أجندة 2030للتنمية المستدامة, أقترح أن يقوم المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامى بترجمته إلى اللغة العربية بهدف زيادة وعى الطفل المصرى والعربى بقضايا المناخ. يذكر أن هذا الطفل ناشط بيئى معروف يتابعه الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعى, تم دعوته من قبل الدكتور محيى الدين لحضور مؤتمر المناخ الذى عقد بشرم الشيخ فى نوفمبر 2022بعد أن التقى به فى إحدى الفعاليات البيئية المتعلقة بدول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبى, حيث أسس فرانشيسكو حركة للدفاع عن البيئة باسم “حراس الحياة” تضم نحو ألف طفل ويعمل على نشر الوعى بقضايا تغيرات المناخ فى بلده والعالم من خلال مشاركة المعلومات بصورة مبسطة ورسوم ضمها فى كتاب, ومن خلال المشاركة فى العديد من الفاعليات العالمية لفت فرانشيسكو الأنظار لضرورة الاستماع إلى الأجيال الأصغر سنا, وكذلك ضرورة إشراكهم فى الأحداث العالمية مثل مؤتمر(كوب27)وقال:إنه سعيد بوجودتمثيل رسمى للأطفال من خلال الجناح المخصص لهم لأول مرة فى هذا المؤتمر, وكذلك باهتمام المسئولين بالحضور إلى الجناح, ومشاركة الحضور من الأطفال والشباب فى الفعاليات المتنوعة, وطالب بضرورة تحويل كل هذا الاهتمام إلى إجراءات حقيقية, وسياسات تسهم فى خفض الانبعاثات, وتحقيق مواجهة فعلية للتغيرات المناخية.
تحتفل الأمم المتحدة فى 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمى للغة العربية دون أى فعل يذكر من جانب الناطقين بها, ثم نتساءل عن غياب الثقافة وتدهور علوم اللغة, فإلى من نشكو ذلك من المسئولين؟! إننى فى هذه المناسبة أقترح- كإجراء لدعم لغتنا العربية خاصة فى مجال أسماء الشركات والمحال التجارية- إضافة شرط لمنح أو تجديد تراخيصها, وهو كتابة إسم الشركة أو المحل باللغة العربية, ولامانع من إضافة ترجمة أجنبية له بخط أصغر.ويقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن اللغة العربية:”تعلموا العربية, فإنها تنبت العقل, وتزيد فى المروءة, والمروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق, وجميل العادات,أو هى كمال الرجولة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى