صفوت عباس يكتب : .. (مين يشتري الود؟!!)
علي وزن ماغنت ليلي مراد “مين يشتري الورد” هل لنا ان نرهف السمع ربما نجد وسط الضجيج عمن ينادي “مين يشتري الود” باحثا عن اصحاب خاطر كسير او قلب وجل او عقل قلق ليربت بحنو ربما يقدر ان يطبب جراح انفسهم وقلوبهم
في اطار حاله الجفاء التي طالت الجميع وخلقت تمزقا للعلاقات وقطعت اواصر كانت قديما متماسكه ومتينه ووصلت بالناس لتفضيل الوحده والانعزال والغناء للصمت وايثار السكوت، اتقاءا لما يسمونه تنمر جسدي او لفظي يمتد من النظر شذرا الي النظر بعيون ذابله او مشتهيه ومن تمرير الي اللكمات ومن استهجان الراي الي النعت بصفات سيئه وكيل الاتهامات ومن منٍ الي تعالي.
الكل يعرف الحاله ويعيشها ويعانيها ويئن منها لكنه لايسعي للفكاك منها بشيء من الوصل الخلوق والود الحقيقي، رغم ان صناعه الود وبيعه لايكلف اكثر من ابتسامه وكلمه مشجعه او ناصحه او جابره او داعمه، وبالود يمكن ان نمر من ضيق الحياه ونتجاوز مشاكلها وقلتها ونهناء بوفرتها ونعيد ائتلاف ماتقطع من اواصرها وصلاتها وتعود الاسره دعما وسندا وسكنا ورفقه العمل والدراسه وصحبه الجيره متسعا ونجعل اختلاف الرؤي والاراء محفزا ومجددا ومطورا.
ربما حاله الجفاء والانعزال وليده ضغوط وجفاف الحياه علي الناس؟ لكن قسوه الحياه ليس اختراع اليوم فهي قديمه وربما تكون الشده ادعي لصنع حاله الود والتواصل والتراحم.
ربما حاله التطور التي مكنت كل فرد من ان يخلق لنفسه عالما افتراضيا شبه وهمي يستغرق اغلب وقته ويضعه في عالم حالم كل تكلفته ثمن الاتصال او ربما مجاني ان كان بمكان يتيح اشاره مجانيه او مسروقه مع جهد النقر و سحب الشاشه وافلاتها فلم يعد عند الناس وقت لتواصل حقيقي ومشاركه طبيعيه للمشاعر ومسانده تجبر النفس بابتسامه او كلمه طيبه او ورقه خطاب تبث عبارات الشوق او المواساه او تحمل سؤالا عن الحال والاحوال وتخلق حاله حميمه من المشاعر لايمكن ان تصنعها الشاشات ، ربما هذا ماستنفذ الوقت وضيعه فما عاد بالمتسع ان يسعي الناس ليفرحوا او يتواسوا او حتي يحزنوا معا.
قديما كانت الاسره و الحاره والشارع والمدرسه ومحيط العمل والقريه وسكان العماره واصدقاء النادي عند رواد النوادي وشله القهوه كل هؤلاء يتبادلون الود و يصنعونه ويقبولونه من جميعهم ويحزنون اذا انقطع ود احدهم.
وفي الجفاء والود ماينسحب علي الفرد من تشتت وعزله ينسحب علي المجتمع من فرقه وضياع.
الان لو نادي احد صناع الود لو بقي منهم احد وصاح علي بضاعته “مين يشتري الود” سيظنه من لم يالفوا الود او تعففوا عن الود سيظنونه سفيها او انه اصابه مس.
ويبقي الحلم ان نعثر علي من ينادي “مين يشتري الود”! ؟