صفوت عباس يكتب : من كان له وطن فليحافظ عليه!..
بملامح شاميه ونظرات شارده جلس بجواري بعد ان القي التحيه شاب في الثلاثين يجر طفلا بعمر الخامسه وحسب مقولاتنا الدارجه سالته “خير ياشيخ العرب؟) فبدأ يسترسل قدمت الي مصر وزوجتي التي توفيت وتركت لي هذا الولد وانا اعمل صنايعي بيتزا ولا استطيع رعايته واريد ان ارجع به الي اهلي في حمص ليرعوه واعود لاسترزق الله هنا.. فقلت له انت سني لذا جئت الي مصر؟ فاجاب بنعم فسالته هل عاصرت الرئيس حافظ الاسد وكيف كان حالكم ايامه؟ فانتفض قائلا “كانت احلي عيشه واحلي ايام”. فسالته هل كان وقتها خلافا بين الشيعه والسنه؟ فاجاب لم نعرف المذهبيه الا مع هذه الحرب وكنا نعيش في وئام. حاولت ان اطمئنه بأن الامور ستعود وسوريا ستعود! فباغتني برد قاس وينم عن وعي بما يدور في المنطقه العربيه “هل عادت العراق اول الساقطين وهل عادت لبنان سويسرا الشرق وهل عادت اليمن وهل عادت ليبيا حتي نعود واستطرد قائلا بيأس ان اوطان قسمت لن تعود ان عادت الا اشياء… ساسافر بولدي واعود انا الي مصر فقلت له ان الناس هنا يشكون الغلاء والقله فاجابني بكلمات صارمه” انتم لا تحمدون الله علي نعمه الوطن وعلي نعمه الدار والجار.. من كان له وطن فليحافظ عليه!..
حديث هذا الشاب ذكرني بحديث مع سيده سوريه من ريف دمشق كانت قد افادت بنفس المعاني ونفس الالم ونفس المضمون.
وتذكرت قولا للسيد الرئيس بان” البلد التي ستقع لن تقوم”
انصرف السوري وتركني شاردا في كلماته وافقت علي انه” من له وطن فليحافظ عليه”