صفوت عباس يكتب : (الإختيار… الأول والأخير!)
قد يكيل بعض من قد يقراء سيولا من سباب فذلك سلاح يواجه به اصحاب القناعات ممن اقسموا علي ان لايكونوا الا ثرثارين.
جسدت الدراما مسلسلات الاختيار ١، ٢، ٣ معبره عن تضحيات من اجل مصر قادها ابطال الجيش والشرطه والجزء ٣ جسد الخلاص من عش الدبابير الذي تمكن من مصر في غفله زمان العام ٢٠١٢_٢٠١٣، واستطاعت المسلسلات ان تصف حجم الخطر وحجم الثمن الذي دُفِعَ من ارواح للحيلوله دونه.
في مصر بطل حقيقي لم تتعرض له الدراما هو الذي افرز القوه التي قيضها الله لصناعه عزم مصر في وجه ماتعاني،
تلك هي الكتله المصريه الصلبه جزء من شعبها لا يحترفون الكلام ولا يجأرون بالشعارات ولا يضجون بالشكوى مهما بلغ حجم الالم الذي يعانون واعتادوا عليه، هم فئه الناس الذين لايرتجون من الوطن الا حدود الستر ولم يحلموا او يتمنوا الترف ويغبطون من لديه نعمه ويباركونه ولا يهتمون ان كان وارثاً او لصاً اونقب عما عنده او هبط عليه ليقينهم ان الرزق ياتي من السماء وان الحيل اليه امر يحذرونه.
هل يستطيع اي كاتب سيناريو ان يشخص حال ذلك الذي يستفتتح يومه ب (يافتاح ياعليم يا رزاق ياكريم) كاشفا اغوار شخصيته التي ارتبطت بتراب وطنها قبل ذهبه وسكنه كوخا او قصرا لايهم البناء بل تهم الارض، وهل يستطيع مخرج مهما كان فذا ان يوجه ممثل حتي لو كان عبقريا ليخرج علي وجهه ملامح نفوس سكنتها اوطانها بكل مافيها من وفره او ندره وشده او رخاء، ربما تلك قصه لايستطيع تجسيدها الا ابطالها الحقيقيون ولا تصلح للعرض علي شاشه زجاجيه لان مكانها مسرح الحياه.
الكتله المصريه الصلبه ليست حكرا علي فئه او دين انهم العموم في مطلقه وان كانوا قليلون لكنهم يشكلون الرقم الصعب التي ينتصر لمصر وينصرها ويلبي النداء حتي قبل ان ينطلق ويشكل رمانه ميزان اتزانها، ابنائها جنود الجيش وقادته وهم العمال والفلاحين والمثقفين، منهم من يعيش علي الفتات ومنهم من يعيش الترف.
المعاناه الحقيقيه التي تعيشها تلك الفئه هي الاتهام الفج المتواصل ممن يتاجرون بالوطن ويعتبرونه سبوبه عيش وعرض تجاره ومكانا يكونا اما سادته او خدام سادته والذين يتهمونهم بانهم منبطحون ساكنون قانعون والوقاحه اتهامهم بانهم (طبالون) او علي الاقل مبررون لاي حال يمر به الوطن والرد المنطقي علي الاتهام انه كيف لمن لايملك رغبه في تسلق او قفز ان يتملق وكيف لمن اختزل رأيه لنفسه او محيطه الضيق او حتي فيسبوك ان يكون بوقا يعبر او يغرد بصوت يهز الدنيا وكيف لمن لايريد تصدر مشهد او ان يتوسط الكادر ان يتاجر بقناعاته او يترزق منها، هم يعانون هذا لحد التنمر او الازدراء من فئات يعف القول وتضيق العبارات عن وصفها.
مكون الكتله المصريه الصلبه هم احق ان يكونوا اختيار لانهم يصنعون في صمت كل الخيارات.