صفوت عباس يكتب : ( إعلام الميري وإعلام الناس. كلام جرايد وكلام فيس !!)
.. “من يجري وحده فمن يسبقه”! تلك اشكاليه تلاشي الاعلام المقنن المتلزم المهني اما جحافل وجيوش الاعلام الاليكتروني والتي يغمض الجميع عنها اعينهم ربما لاستحاله تصحيح الوضع لصالح اعلام ملتزم ضاقت عليه الدنيا في زحام اعلام الناس وانهارت قدراته علي المنافسه وربما الوجود بعد ان كان يجري لوحده!
قبل البث الفضائي كان المتاح من وسائل الإعلام بضعه صحف تملكها الدوله واقل منها تملكها الاحزاب وبضع محطات اذاعيه حكوميه او اجنبيه ومثلها قنوات تليفزيونيه محليه وغير متاح قنوات اجنبيه.
كان باعه الصحف المتجولين واكشاك الصحف ظاهره موجوده ورائجه في كل مكان وعند باعه الصحف تجد جموعا تطالع العناوين الي شراء المفضل لديه، وكان المتاح من وسائل الاتصال (مقروء.. مسموع ومرئي) مفلترا برقيب داخلي او عام يطبق الي حد كبير معايير مهنيه وخلقيه تضمن ايضا الي حد كبير جوده الرساله وصدقها ومهنيتها وان كانت لاتخلو من شبهه ان تكون موجهه حسب سياسات مالكها.
كانت الرساله المتاحه متنوعه وتشمل كل مايهتم به المتابع وكانت كافيه بالقدر الذي يضمن الماما معقولا لدي المتابعين ربما كانت تلك قناعاتهم او تلك الحقيقه في حدود المتاح، وكانت حاله عدم الثقه في الرساله الاعلاميه وعدم صدقها يعبر عنه حسب الدارج ب(كلام جرايد)، لكن حالات عدم اليقين الناشئه عن التشويش الذي مصدره تعدد المصادر وفوضي البث كانت قليله ومحدوده.
والاهم كانت القراءه صانعه العقل والوعي حاضره وموجوده.
مع البث الفضائي توفرت قنوات عديده ومتنوعه مابين قنوات رسميه لدول وقنوات خاصه وقنوات تجاربه واعلانيه ومع بدء استخدام وانتشار استخدام تطبيقات التواصل والمواقع المتعدده المصدر والتوجه والمحتوي ففي العالم ٣.٨ مليار مستخدم لفيسبوك وفي مصر ٣٨ مليون مستخدم نشط لفيسبوك و٤ مليون لتويتر X اغلب ماينشر هؤلاء متاح للجميع وان كان كثير منهم متفرجين صامتين _ وهذا لاينفي حتميه تأثرهم بما يعرض عليهم، وكثيرون يبثون رسائل اتصاليه تتراوح مابين الخبر والتعليق والرأي والمقال ومتنوعه في جميع المجالات بما يشكل كما هائلا من الرسائل الشخصيه الغير مراقبه ولا تخضع لمعايير مهنيه تتبني الموضوعيه والصدق _الا قليلا وفي حيز الاشخاص تتعدد الاهواء والرؤي والاهداف من البث لكل فرد علي حده وعليه يجد المتعرض للرساله المحموله عبر فيسبوك مثلا يجد نفسه رهنا لسيل لاقبل له به من الرسائل يجعله كالضال في حيز من التشتت بعدم التركيز او تبني رأي مضلل او موجه، ومع تآكل القراءه وعدم الصبر عليها تآكلت الصحف التي تعافر للبقاء عبر صفحات ومواقع علي تطبيقات التواصل ربما عدد متابعيها اكبر من عدد النسخ التي توزعها مطبوعه!!، ومثلها فعلت جهات رسميه ومتحدثين رسميين لمواكبه السعي وراء انتشار ومتابعين اكثر لضياع المتابع عبر الصحف والبث المتلفز!، والمدهش هنا ان الحاله قد تكون عربيه او محليه فمازالت صور اغلفه وتقارير التايم والنيوزويك والواسنطن بوست مصدر خبر واستشهاد عند كثيرين.
العرض السابق ربما معروف بقدر كبير للجميع لكن الاثر من التحول للاعلام الشخصي علي جهاز محمول بيد الجميع ووصل ادمانه _كفرجه _ لحد كبير هو مكمن الخطر الذي يبعث علي سؤال شائك هو (ما تقييم اثر هذا الاتصال مقارنه بالتعرض لرسائل موثوقه لاعلام رسمي؟) والاجابه قد تكون انهما لايقارنان لا مهنيا ولا اخلاقيا ولا نفعا ولا عرضا للحقيقه والنتيجه لصالح الاعلام المقنن لان الحريه المطلقه في البث تشكل الي حد بعيد تشويشا واستهدافا مقصودا للعقل في الغالب لتضليله الا مارحم ربي. والميزه الوحيده التي لصالح التواصل عبر تطبيقات الهاتف هو التفاعل المكمل للنموذج الاتصالي (رد الفعل) حيث يكون سريعا وربما متسرعا وفي الغالب علي موضوع يفرغه التمرير السريع بفعل طبيعه الوسيله، وحتي المعايير التي تطبقها تلك الوسائل للرقابه هي مايسمونه معايير مجتمعهم التي تفرض قيودا لاموضوعيه حسب هو مشغل التطبيقات، الامر الذي يحتاج لمعجزه تعيد الاتصال لاهدافه النافعه، الا اذا حقق الاتصال عبر التطبيقات رضي عند متلقيه فتصبح النتيجه توديع اعلام الميري.