مقالات الرأى

سيد البالوي يكتب: من يكتب التاريخ لايهمش

0:00

تأتي رسائلي للقيادة المصرية ونحن على أعتاب مرحلة تاريخية مهمة جداً لاستعادة الدور المصري القيادي على كافة المستويات واستلهماً من فكر الرئيس السيسي لرؤية مصر 2030 الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة المصرية لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات لترسيخ قيم العدالة والارتقاء بحياة المواطن في الجمهورية الجديدة.
وتشهد الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تغيير حقيقي عبر سنوات هي في عمر بناء الدول وقت قصير جداً وقد واجه فخامة الرئيس وفريق العمل المعاون والدعم الدائم من قيادة قواتنا المسلحة صعوبات هي الأصعب تاريخياً في حياة الدولة المصرية من ظروف إجتماعية وحروب إقتصادية وفكرية ودينية وسياسية وعسكرية جميعها في وقت واحد مع فقدان اللحمة الشعبية لما ألم بمصر في الفترات السابقة من تفكيك فكري ومجتمعي.
ويعلم الجميع في حالة تعرض وطن للعدوان الخارجي يتوحد الصف للدفاع رغم الخلافات المذهبية أو التنافسية السياسية ولكن عندما تتعرض دولة للحرب من الداخل مثل حزب مفكك كان يشغل إدارة الحياة السياسية في مصر لحقبة استمرت من 1978 حتى تاريخ 2011 شغل تشكيل جيوب الفساد وقنن لها القوانين وتغييب الوعي وتهجير أصحاب الفكر والشباب وتغريب الثقافة واهدار عمر الأمة المصرية وصنع حزام ناسف من العشوائيات وترك الساحة لمتطرفي الفكر بل وصنع الكثير من الترابط والتعاون معهم واطلق أيديهم لتدمير مستقبل الشباب تحت أعين الجميع في استباحة غير مسبوقة لإسقاط الدولة المصرية وجعل شيوخ التطرف نجوم فضائيات ،وأصبحت القيادة المصرية في المواجهة المباشرة مع حزب يعمل في الخفاء لإفشال الدولة المصرية حتى يعود لنفوذه ومصالح رجال أعماله الفاسدين وجماعات متطرفة تشن هجمات الهدم والتدمير لكل شيء كالمجنون الأعمى المصاب بالصرع وطموحات دول معادية تدعم وتحاول افشال الدولة المصرية في المجتمع الدولي وصرخات من الشعب المتعطش للحياة والعمل والتنمية ،وامام هذا الكم من الصعوبات تقرر القيادة المصرية قبول التحدي ويعلن الرئيس السيسي بكل شجاعة وصراحة لن نقبل بسقوط مصر وتنهض القوات المسلحة المصرية للاختيار الصعب وتصنع المعجزة التي في رايي تفوق انتصار حرب أكتوبر وتفوق جلاء الاحتلال حيث برهنت القوات المسلحة عن قدرتها على خوض المعركة على جميع الجبهات وبمختلف اشكال القتال فقد خاضت الحرب على الفساد في النظام الإداري للدولة والحرب على العشوائيات والفوضى وإعادة بناء وهيكلة كافة مؤسسات الدولة حتى تستعيد كفاءتها وخاضت معركة التنمية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية وصنعت نهضة عمرانية وصناعية وزيادة في الأصول المملوكة للدولة بما يقوى قدرات الدولة على خدمة المواطن بما يليق إنسانياً وحضارياً وخاضت معركة الحرب على الإرهاب الذى تم تصديره من كل انحاء العالم في محاولة لكسر قوة الجيش المصري ولكنها قواتنا المسلحة التي استطاعت هزيمة الإرهاب العالمي بل وهزيمة التكتل الدولي لمحاربة مصر.
وأصبح الانتقاد الذي يوجه للقيادة المصرية هو كفاية بقي مشروعات كفاية بناء كفاية طرق هل يتخيل أحد هذا، نعم هذا ما يحدث وحيث أننا شهود على هذا العصر وجب علينا تدوين الشهادة والاعتراف بالحق والشكر الدائم لقواتنا المسلحة وإخلاص الرئيس السيسي الذي قدر له الله خوض اشد الحروب شراسة في تاريخ الامة المصرية.
ولكن تبقى نقطة غائبة وثغرة ستؤدي الى ضياع كل هذا الجهد العظيم والانتصار التاريخي فعلى سبيل المثال يوجد في التاريخ الإنساني الكثير من الحضارات المندثرة والتي شهدت ربما أعظم مما نحن عليه الان فماذا بقي منها ومن حفظ تاريخها، أعلم ربما كلماتي تصيب البعض بالصاعقة والبعض قد يسخر والبعض قد يفكر ولكن من فهم التاريخ يعلم أهمية كل كلمة في هذا المقال، من يكتب التاريخ ومن يحفظ التاريخ هو التوارث الثقافي من خلال القصص والاشعار وكأني أسمع من يقول “أنت بتقول أيه؟” كل النهضة الكبيرة دي ممكن تضيع، أيوا تضيع وقد ضاع قبل ما هو أعظم منها ضاعت الاف المباني والاف المدن والاف المكتبات والاف الكتب ولولا ما وصلنا من أشعار ما علمنا عنهم شيء ضاعت حضارة الاندلس ولم تضيع الاشعار وضاعت مكتبة بغداد ولم تضيع الاشعار وما زلنا حتى يومنا هذا نعلم كيفية الحياة قبل ظهور الإسلام من خلال ما وصلنا من اشعار والسؤال هنا كيف يهمش من يكتب ويحفظ التاريخ والمجد والتعظيم للامة.
يا سادة سيضيع كل شيء وتبقى الكلمة ورغم كم انشغال الخلفاء والسلاطين والملوك عبر التاريخ كانوا يعطون أهمية كبرى للشعر، حتى النبي محمد «‌صلى الله عليه وسلم» كان يهتم بالشعر والشعراء ويحفل تاريخ الامة المصرية بتراث غني من التوثيق الشعري للأحداث فهل تعود مصر للريادة العربية والدولية ثقافياً وشعرائها ينتظرون التكريم وينتظرون العطايا والجوائز من دول حديثة عهد بالثقافة والتاريخ هل يعقل أن يكون امير الشعراء مصري والمسابقة ليست مصرية تتباهى كل الأمم بشعرائها ونحن نتباهى بفلكلور الرقص والعصا والارجوز ومعارض الكتاب الذى لا يقرئه أحد وأقولها بكل صراحة اذا لم يتواجد الشعر في كافة المحافل الرسمية سيظل غير متواجد بالصحف المصرية وغير متواجد بالاعلام سوى في البرامج الهامشية وسيظل بلا جماهيرية لأنه لا يقام له مهرجان مثل القاهرة السينمائي ولا الغنائي ،وسيظل الشاعر مهمشا ،فهل من العدالة في الجمهورية الجديدة والقيادة التي خاضت كل الحروب لإنقاذ مصر تتخلى عن انقاذ من يكتب التاريخ من التهميش .
وأخيراً أقول تلقيت طوال السنوات الماضية الاف من رسائل الاحباط أو نصائح الرحمة كما قالها لي البعض وأن كلماتي لن تُغير شيء ولن يستمع أحد ورغم أن البعض منهم توفاه الله والبعض مازال في مراكز القيادة والعمل ومازالت المؤسسات الثقافية تعمل بنفس الفكر والأسلوب من التهميش والإهمال ومازال الطعن في شخصي وفكري ومنعى من الظهور الا على استحياء حتى لا تصل كلماتي وغلق كافة الأبواب في وجهي حتى منع الأغنيات الوطنية المقدمة بالجهود الذاتية من البث الإعلامي رغم أنها في تعظيم الجيش المصري يمكن لإنها تم انتاجها بالجهود الذاتية بدون ميزانيات ضخمة ينتفع منها أصحاب المصالح الشخصية، تظل ثقتي في القيادة المصرية وفى الرؤية الجديدة وتظل مناشدتي للرئيس السيسي بضرورة فتح الملف لماذا نحارب ونحن في دعم الدولة لمصلحة من “من يكتب التاريخ يهمش”

زر الذهاب إلى الأعلى