مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب : سلام … للسلام

كان يفكر مثلهم تمامًا ، كان يرى ما ينوون فعله بالمنطقة ، كان من أشد من تولى حكم البلاد دهاء، إنه أنور السادات .

لست من النوع الذي يفضل التصنيف وتقسيم القضايا إلى جبهات ، أو من الفئة متوحدة التفكير والتي تراك إما ناصريًا أو ساداتيًا، هذه الفئة التي ترى الحياة إما أبيض أو أسود ، إما معنا أو علينا ، وهذه فئة مغيبة ، تفتقد القدرة على إدراك ماهية كوننا مختلفين في هذه الحياة ، ما علينا .

طوال حياتي وحتى اللحظة التي أكتب لكم فيها استمتع دومًا بانتقاء ما يوافق مبادئي من قناعات ، لا يقيدني شخص أو توجه أو تيار ، وسندي في هذا الطريق كوننا بشر منحنا الله عقلًا لنفكر به لا لن عطله ونترك غيرنا يفكر لنا، لذا فأنا لست ناصرية ولا ساداتية ، فكلٌ له ما له وعليه ما عليه .

غير أن الأحداث الجسام التي تمر بنا -وأقصد بكلمة (بنا) هنا الشعوب العربية – تفرض علينا تذكر هذا الرجل ، عبر تصريحاته وحواراته ومواقفه التي صدمت حتى أعداءه ، فقد خاض حربًا قاسية ليؤمِن كرسيًا على مائدةِ مفاوضاتٍ، يسترد به حقه المسلوب كاملًا .

لم يبع وطنه ليحقق مصالح شخصية ضيقة ( كالبعض) ، لم يترك تركة من الفساد ويهرب بحثًا عن بداية جديدة( كالبعض) ، لم يخن جواره العربي ويتخاذل عن مناصرة قضاياه (كالبعض) ، كان يفكر بعقلية عدوه ويعرف خطوته القادمة وهذا ما لا نعرفه الآن .

الآن نحن ننتظر ما ستفعله بنا إسرائيل ، ننتظر ما يخبأه الغرب لنا في جعبته من قرارات ومواقف،لا ننتظر لنرد .. بالطبع لا … وإنما ننتظر أملًا في أن يشبع عدونا من تخاذلنا ونهب حقوقنا، ننتظر هدنة لالتقاط الأنفاس ولملمة أشلاءنا ويبدو أن هذا الانتظار سيطول …

نحن اليوم قاصرون حتى عن استقراء واقع شعوبنا ، فما بالك بتحركات العدو الذي يستشري خطره بين ظهرانينا ، نحن لم نعد رد فعل كالماضي القريب ، بل عجزنا أن نأتي بردٍ من الأساس.

يوما ما قال السادات :
لقد حاربنا من أجل ، السلام الوحيد الذى يستحق وقفة سلام، وهو السلام القائم على العدل.

زر الذهاب إلى الأعلى