د. عماد عبد البديع يكتب : ( قصة إرادة وإدارة ! )
كان من حسن حظنا أن نكون شاهدين على ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تلك الثورة العظيمة التي أنقذت مصر من خطر محدق وهلاك مميت، تلك الثورة التي أعادت تصحيح مسار ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ تلك الثورة التي أعادت للمصريين وطنهم المغتصب من قبل جماعة كانت تسعى لتنفيذ مؤامرة كبرى لإسقاط الدولة المصرية كباقي جيرانها من الدول العربية وبالتالي تغيير خريطة الشرق الأوسط .
عايشنا بكل اهتمام وترقب لحظات الثورة ومشاهدها وبدايتها وتحركاتها لحظة بلحظة . ثورة أعادت للمصريين وحدتهم الوطنية، ثورة انتفض فيها الشعب المصري بكل طوائفه ليقول لا، لا لمن يريد أن يحكمه غصبا عنه، لا لمن لا يريد أن يسمع الا صوت نفسه، لا لمن رفض حتى مجرد النقاش والحوار والتفاوض لإيجاد حل أو مخرج للأزمة وكان تشبثه وجموده الفكري وتحديه لإرادة الملايين هو لسان حاله، لا لمن أعتقد أن كل من اختلف معه في الرأي ما هو إلا عميل وخائن ومتآمر !
أوشكت الدولة المصرية حينها أو وصلت إلى حافة الهاوية، كادت أن تكون هناك حربا أهلية طاحنة بعد أن وصلت الدولة إلى حالة من الانقسام الشديد الذي لم تشهده مصر على مدار تاريخها العريق منذ فجر الحضارة. وكانت الدولة تسير حرفيا في طريق ألا عودة! وهنا انتفض الشعب المصري وظهرت إرادته الحقيقية لإزالة هذا الكابوس والخطر المحدق عن الوطن .
تجلت إرادة الشعب المصري العظيم حين نزل ما يقرب من ٤٥ مليون إلى الميادين ليعبروا عن إرادتهم وعن كرامتهم وعن قوتهم التي استهانت بها قوى الشر. ذلك الشعب الذي لا يعرف المستحيلا ولا يرتضي بالخلود بديلا. نزلت الملايين التي لم تكن أبدا فوتوشوب والتي وقفت وما زالت تقف خلف قيادتها ودفعت وتدفع فاتورة الإصلاح بكل عزة وكبرياء وشموخ !
استطاعت القوات المسلحة الخروج بالبلد من النفق المظلم بطريقة أذهلت العالم وباحترافية تدرس على مستوى العالم . نجحت في الحفاظ على دماء أبناء الوطن وتجنيب البلاد حرب أهلية طاحنة ومجازر لا يعلم مداها إلا الله.
أدارت القوات المسلحة الأزمة بكل اقتدار احتوت الموقف واحتضنت إرادة الشعب ، لم تكن قواتنا وجيشنا العظيم تحت قيادة القائد العام الفريق عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت لتصم اذانانها عن نداء شعب مصر العظيم ، كانت الصرخة والاستغاثة مدوية من الشعب وكانت الاستجابة آنية وفورية من الجيش الذي لم يكن أبدا غافلا عما يحدث على أرضه بل وكان في اتم اللياقة والاستعداد والاقدام والتضحية في سبيل الوطن .
وكما نجحت القوات المسلحة في إدارة الثورة بكل اقتدار أثبتت التجربة وبعد عشر سنوات قدرة واقتدار الدولة المصرية ونجاحها في كل الملفات سواء على مستوى الأمن أو التموين أو الطرق أو الدور الإقليمي والخارجي أو في ملفات الكاقة والكهرباء ، فما من ملف الا واشتبكت معه القيادة السياسية ونجحت أو حققت فيه خطوات جادة على الأقل لتثبت أن للوطن درع حقيقي وأن للوطن يد تبني ويد تحمل السلاح وأن الشعب يستطيع ويستطيع حين تتوفر له الإرادة والإدارة .