مساء اليوم ليلة وترية من ليالي القدر، وغدا الخميس ربما تكون ليلة عيد، فمن قام ليلة العيد محتسباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، وقال عليه صلى الله عليه وسلم أيضا: زينوا أعيادكم بالتكبير
وإذا خرج الصائمون للصلاة قال الله لملائكته: أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم رضائي ومغفرتي، ومن قال سبحان الله وبحمده يوم العيد مرات عديدة وأهداها لأموات المسلمين دخلت في كل قبورهم نورا، ويجعل الله تعالى بها في قبورنا نورا
تجتمع الأبالسة في كل عيد لتسأل سيدهم ابليس: ما الذي يغضبك؟ فيقول: إن الله تعالى غفر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، فعليكم أن تشغلوهم باللذات الشهوات
وقد بكى الفاورق عمر حينما رأى ولداً يوم عيد وقميصه متهالك، فقال الولد: ما يبكيك؟ فقال عمر: أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد اذا رآك الصبيان بهذا القميص، قال الولد: إنما ينكسر قلب من عق أمه وأباه، وحرمه الله رضاه فبكى عمر وضمه إليه
وسمي أول شوال بالعيد والعاشر من ذي الحجة بالعيد لأن المؤمنين فيهما يعودون من طاعة الله إلى طاعة رسول الله، فتعود من صيام رمضان كفرض إلى صيام ست من شوال كسنة، تعود من الحج كفرض إلى زيارة رسول الله كسنة، وسمى كل منهما بالعيد ايضاً لكثرة عوائد الله بالإحسان والسرور على عباده
وصلاة العيد سنة مؤكدة لم يتركها رسول الله منذ أول عيد فطر صلاه في السنة الثانية من الهجرة
فكل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن وإياكم بصحة وعافية وستر وراحة بال ورضا من الرحمن