د.صابر حارص يكتب : يوميات صائم (1)
انزلوا رمضان مكانته بين أيام الله، فلا يصح أن يعظم الله ورسوله رمضان ونحن نستهين به، فرب العزة في سورة الحج يقول: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، فمن فاته رمضان ولم يغفر له فمتى يغفر له؟! وربما من لم يعظم رمضان وينزله مكانته بين الشهور يدخل في الإثم والتقصير ومعصية الله والرسول..
فإن الله ذكر رمضان صراحة في القرآن واكتفى بالتلميح لغيره من الشهور، ولم يخصه بالقرآن فحسب بل بالانجيل والتوارة والزبور، وهذا يكفي وزيادة أن يكون رمضان هو الشهر الذي اختصه الله لدينه وكل الشرائع السماوية التي جعلها الله هدى للناس ودستورا للبشرية كلها حتى يرث الله الأرض ومن عليها
وهو شهر الصوم الفريضة أحد أهم وأعظم أركان الإسلام الذي أخفى الله أجرها وثوابها، حيث يقول رب العزة في حديث قدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به
وهو شهر القيام والتهجد اللذان هما شرف المؤمن، ولا قيمة لانسان بلا شرف، وهو شهر أنزلت فيه ليلة القدر وهذا يكفي لأن عبادة هذه الليلة أفضل من عبادة 83 عاما، أي أفضل من العمر كله
فكما أنزل الله مكة والمدينة والقدس منزلة بين الأماكن فقد أنزل رمضان مكانة بين الشهور، وكما أنزل الله يوم الجمعة ويوم عرفة والعشر الأوائل من ذي الحجة والعاشر من المحرم مكانة بين الأيام فقد أنزل الله رمضان مكانته بين الشهور والليالي والأيام
وكما اصطفى الله من الملائكة رسلا ومن الأنبياء أولي العزم فقد اصطفى رمضان من بين الشهور ليكون
شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، وتكثر فيه المواساة والزيارات
فكيف ننزل رمضان منزلته ومكانته بين شهور العام كما أنزله الله؟