Uncategorized

دراسة: قدرة استيعاب القاهرة للأمطار تصل لـ20% بسبب قلة المساحات الخضراء والزرقاء

بوابة "مصر الآن" |

0:00

نشرت “اروب”، وهي هيئة استشارية دولية لتطوير الاستدامة، اليوم الاثنين، دراسة جديدة عن إسفنجية (القابلية الطبيعية لاستيعاب مياه الأمطار) مدينة القاهرة وأربع مدن إفريقية أخرى؛ ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع اجتماع قادة العالم في COP 27 في مدينة شرم الشيخ وتركيزهم على يوم المياه.

وتعتبر هذه الدراسة عن إسفنجية المدن الإفريقية هي الأولى من نوعها التي تعدها “اروب”، حيث تم أخذ عينه مساحيه حوالي 150 كيلومتر مربع لخمس مدن إفريقية مختلفة، هي: القاهرة، ديربان، كيجالي، لاجوس ونيروبي.

وأظهرت الدراسة أن إسفنجية القاهرة تقدر بحوالي 20% بينما تقدر إسفنجية كيجالي بـ43%، لاجوس 39%، ديربان 40%، ونيروبي 34%.

وتعتبر مدينة القاهرة واحدة من أكبر المدن الإفريقية وأكثرها كثافة سكانية حيث يتعدى عدد السكان 21 مليون نسمة.

والقاهرة مدينة أمطارها قليلة بمعدل 24 مللي على مدار العام، باستثناء شهري ديسمبر ويناير حيث تتجاوز نسبة الأمطار 5 مللي في الشهر؛ ما يعني أن القاهرة عموما غير معرضة لتهديد السيول، باستثناء ربما ما حدث في مارس 2020 والذي أدى إلى العديد من الأضرار.

ويعود تقييم إسفنجية القاهرة بـ20% إلى قلة المسطحات الخضراء الزرقاء والتي تغطي 29% من المساحة التي خضعت للبحث، حيث بلغت نسبة المباني 40% مع بعض المناطق الخضراء المتفرقة وبعض الأراضي الزراعية في الغرب. كما أظهرت الدراسة نسبة التشجير حوالي 5% من المساحة تحت الدراسة مقارنة بديربان 31%. كما تساهم تربة القاهرة، والتي تتشكل من أقل من 50% رمال وحوالي 20% إلى 40% طين في إسفنجية القاهرة.

وتعليقا على الدراسة، قال ماثيو فيليبس، من كبار مهندسي أروب: “يتعرض الملايين لخطر الفيضانات، كنتيجة للتغير المناخي وتسارع وتيرة التحضر بدون التخطيط المناسب، إن البقايا الطبيعية الموجودة في المدن الإفريقية تعتبر هامة جدا ويجب الحفاظ عليها والانتفاع بها. كما يجب الاستفادة من هذه الحلول الطبيعية استراتيجيا لمساعدة الدول على مجابهة تحديات المناخ، وهذا ما حدث في العديد من الدول الغربية والتي تحولت إلى غابات من الأسمنت”.

وتحث الدراسة المدن الإفريقية للسعي لحماية أراضيها وتوظيف استراتيجيات من شأنها المساعدة في تأهيلها لتحمل التحديات المناخية كالأمطار الغزيرة. وهذه فرصة لتحقيق ما لم تستطع الدول النامية في الغرب تحقيقه خلال نموها المتسارع حيث اعتمدت على حلول الخرسانة الكربونية كبديل لذلك. ومع ذلك فإن نتائج المدن الأفريقية هي الافضل إسفنجية مقارنة بالدول التي خضعت للدراسة أول العام الحالي، حيث كانت إسفنجيتها كالتالي: لندن 22%، وسيدني 28%.

ويأتي هذا النداء في الوقت الذي يتوقع ارتفاع عدد السكان في المدن الحضرية في أفريقيا ثلاثة أضعاف لتصل إلى 1.5 مليار نسمة بحلول 2050.

والجدير بالذكر أن حوالي 44% من الكوارث الطبيعية في العالم كانت مرتبطة بالفيضانات، منها 676 فيضان في القارة الأفريقية بين عامي 2001 و 2018 – تسببت في ماقيمته 6.3 مليار دولار من الخسائر.

وبما ان أكثر من نصف السكان في العديد من المدن الإفريقية يعيشون في أماكن عشوائية، فإن ذلك يشكل تحديات في التخطيط والتصميم، حيث تعتبر الفيضانات تهديدا مباشرا لهم.

وقد استعانت اروب بأداة رقمية متطورة Terrain وهي تعمل بالميكنة والذكاء الصناعي، لتحديد بدقة المساحة الكمية للبنية التحتية الخضراء من عشب وأشجار، كذلك الزرقاء من البحيرات والواحات، مقارنة بمساحة “المناطق الرمادية ” من مباني ومسطحات صلبة.

واعتمدت الدراسة على صور بالأقمار الصناعية تغطي مساحة 150 كم من مركز المدينة الحضري. كما تم الاستعانة بأنواع التربة والنباتات لتحديد كمية الأمطار التي بالإمكان استيعابها في حال سقوط أمطار غزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى