مقالات الرأى

حنان عيد تكتب: جز صوف الكباش خير من سلخ جلود البشر

قيل ان أسعد باشا والى دمشق .. كان بحاجة إلى المال وذلك للنقص الحاد فى خزينة الولاية ، فأقترحت عليه حاشيته بأن يفرض ضريبة على صناع النسيج فى دمشق ، فقال لهم: كم تتوقعون ان تجلب لنا هذه الضريبة ، فقالوا: من خمسين إلى ستين كيسا من الذهب ، فقال: ولكنها كثيرة عليهم وهم فقراء ، قالوا: يبيعون حلى نسائهم ، ولكنه قال لهم: وماذا اذا استطعت ان اجلب اكثر من ذلك ، وفى اليوم التالى ارسل إلى القاضى سرا وقال له: علمنا انك تقبل الرشوة وتستغل منصبك لمصالحك الخاصة ، فأخذ القاضى يناشد الباشا ويستعطفه بالمبالغ حتى أطلقه ، وفعل ذلك مع المحتسب والمفتش وكبار تجار الولاية، ثم جمع حاشيته وقال لهم: هل سمعتم انى فرضت ضريبة فى الولاية قالوا لا ، فقال ها أنا جمعت مائتى كيس من الذهب لا خمسين من الفقراء كما أشرتم فقالوا كيف فقال لهم: جز صوف الكباش خير من سلخ جلود البشر … نعم أيها الموظف المسئول ومن يتابعك والضمير الذى لا ينتبه ، اعلم ان فسادك يقتل الفقير ويُذل عزيز القوم ، ويدمر الأخلاق فيهم لأنك تأخذهم من العفه إلى النفاق والرشوة ، ومن النظافة إلى المبادئ الرثة ، تخلق جيلا يملأ الأرض فسادا ، لا مانع من المجاملة والمساعدة والشعور بالآخرين ولكن دون استغلال وبلادة ، نحن نمر بمرحلة القابض فيها على دينه كالقابض على جمرة من نار، فلا تبذلوا قصارى جهدكم للقضاء على الباقى من جميل الصبر والرضا عند البشر ، وتذكروا قول القادر القاهر سبحانه وتعالى ” لن تنفعكم ارحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير”

زر الذهاب إلى الأعلى