مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: دقة نقص… بين الشيخ والمدير!!

0:00

في رمضان الماضي 1444هـ / الذي بدأ الخميس (23 / 03 / 2023م) وانتهى الخميس (20 / 04 / 2023م) على مدار (29) يومًا، قدمتُ على موجات (راديو مصر 88.7 FM) برنامجي (دقة نقص)، وكما يعلم أبناءُ المهنة فإننا نبدأ الإعدادَ والعملَ قبل رمضان بشهرين على الأقل.

أحسب أن البرنامج قد حاز إعجابَ كثيرين من المستمعين _ بفضل الله _ فأرسلوا يخبرونني بذلك، وهاتفني بعضهم، غيرَ أنني تلقيتُ سؤالين من مستمعٍ فاضل، آثرتُ أن أجيبَ عليهما في هذا المقال، الأول: هل مِن ضيوفك مَن حدث منه (دقة نقص) معك؟! والأخير: هل حدث منك (دقة نقص) مع أحد؟!
أما الأول فالإجابة: نعم!! منذ نحوِ ثلاث سنوات، وفي يوم الجمعة (17 / 7 / 2020م) وكنتُ أُقدم برنامج (أفيدونا) من الرابعة إلى السادسة مساءً على هواء (راديو مصر 88.7 FM)، اتفقتُ مع الشيخ (ش . ع) ليكون ضيفًا كريمًا علينا، ووافق بالفعل، وفي يوم الحلقة بل وقبْلَ موعدها بقليل، أغلق هاتفه تمامًا، ولم يكن هناك سبيلٌ للوصول إليه، لا عبر الهاتف ولا عبر الـ (واتس آب)!! ولم يعتذر قبلُ ولا بعدُ حتى اللحظة، وهو يعلم ماذا يعني برنامج هواء لمدة ساعتين!!! تلك (دقة نقص) لم أنسَها له، كما لم أنسَ معادلَها الموضوعي (دقة الجدعنة) التي كانت من الداعية العالِم بحق الصديق العزيز (محمد الدومي) إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود، الذي هاتفتُه قبيل الحلقة بعشر دقائق، فأخبرني أنه في سيارته عند مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، فإن استطعتُ أن أُنجِزَ له تصريحًا لدخول مبنى الإذاعة والتليفزيون أتاني من فوره، وهو ما كان، بعد أن ظلَّ معي على الهواء عبر الهاتف نحو الساعة إلى أن وصل إلى الاستوديو!!
(دقة نقص) أخرى جاءت من مدير المكتبة الشهيرة، فقد حدد لي موعدًا في بيته يوم جمعة لتسجيل حلقة ببرنامج (دقة نقص)، ولما كنتُ حريصًا على الالتزام بمواعيدي مع ضيوفي، فقد ذهبتُ مبكرًا إلى حيث يقطن، وكان الموعد في الحادية عشرة صباحًا، تأكدتُ من العنوان، وعلمتُ من حارس العقار أنه موجود، وذهبتُ لأتناولَ طعامَ الإفطار في مطعمٍ قريب، ثم عُدتُ إلى العقار قبل الموعد بربع الساعة، جلستُ فيها مع حارس العقار نتبادل الحديث، حتى قبل الموعد بخمس دقائق، صعدتُ إلى شقته، وقمتُ برن الجرس ثلاث مرات بينها فترات، لكنه لم يفتح!! نزلتُ وجلستُ مع الحارس مرةً أخرى، فأكد لي أنه موجود وربما كان نائمًا، فصعدتُ مرةً ومرة، وفي كل مرة أنتظر فترة، ولكن دون جدوى!! ثم تركتُ له ورقةً مكتوبةً مع حارس العقار، أُخبره أنني حضرتُ حسب الموعد المتفق، ولعل المانعَ من عدم المقابلة كان خيرًا، لكنني إلى الآن لم أتلقَّ ردًّا !! لكن السماء لم تشأ أن يمر اليومُ دون جائزة، وبغير مجهودٍ مني، كانت حلقة (د/ حسام موافي)، الذي وجدتُه في استوديو راديو مصر مع الإعلامية (دعاء فاروق)، فعرضتُ عليه الفكرة، وسجلنا حلقةً من أمتع الحلقات وأنفعها للمستمعين.
تلك كانت (دقة النقص) معي، أما مِنِّي، وفي عموم الحياة، فلا أحسبُ أنني قصدتُ يومًا إلى (دقة نقص) مع أحد، لكن بالتأكيد هناك مَن يرى أنني صدرَ مني تجاهه (دقة نقص)، لقد اعتبرها كذلك، إذ لم نتناقش ولم يعرف ظروفًا محيطة، وكأنه في نفسه كان يتمنى فرصةً لقطع علاقتِه معي، وتوطيدِها مع غيري على حسابي!! سيظل الأمرُ عند أحد الأطراف (دقة نقص)، لا بأس!! ولتعلم أنه (إذا أحـبـك الـقـومُ مـخـدوعـيـن فـلا تـفـرح، وإذا كَـرِهَـك الـقـومُ مـخـدوعـيـن فـلا تـحـزن… بـعـضُ الـكـراهـاتِ خـيـرٌ لـك مـن بـعـض المَحَبَّاتِ).

زر الذهاب إلى الأعلى