جودة عبدالخالق : إعلان الرئيس السيسي عدم إجراء تعويم آخر للجنيه يضعنا على الطريق الصحيح
بوابة مصر الأن
قال المفكر الاقتصادي الدكتور جودة عبدالخالق، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن مصر أمامها العديد من التحديات للنهوض بالاقتصاد، لافتًا إلى أن العالم يخلق للدول تحديات، لكنه يقدم لها فرصًا في نفس الوقت.
وأضاف خلال لقاء لبرنامج «آخر النهار»، الذي يقدمه الإعلامي تامر أمين عبر فضائية «النهار»، مساء الثلاثاء، أن «مصر تقع في منتصف رقعة شطرنج العالم؛ الأمر الذي يتطلب البحث عن التحديات وكيفية مواجهتها».
ونوه أن «السياسة الخارجية القوية لا تستقيم مع جسد اقتصادي ضعيف»، مضيفًا: «ما قبل عام 1967 كان مركز الثقل في مكان واحد مصر؛ وقائم على المعيار الاقتصادي والسياسي والثقافي والعسكري، لكن مركز الثقل الاقتصادي تحرك بعد 1967 شرقًا».
وأشار إلى أن «الفاعلية السياسية تتطلب أن تكون الدولة قوية من الجانب الاقتصادي»، معقبًا: «الاقتصاد مش حادي بادي، إنما علم يمكننا من القيام بالخيارات الصحيحة في ظل المعطيات والقيود، وما أكثر المعطيات والقيود في المرحلة المقبلة».
ولفت إلى أن مصر تعرضت لمشكلة نقد أجنبي في أواخر عام 2015 وأوائل 2016، أدت إلى اتخاذ قرار بتعويم العملة، منوهًا أنه شدد وقتها على أهمية إدراك تداعيات هذا الاختيار؛ لأنه وفقًا لرؤيته «ليس صحيحًا».
وذكر أن «الاقتصاد قائم على الوضوح في الأولويات»، قائلًا إن انتقال مصر على مدار الـ50 عامًا الماضية، من نظام تخطيط مركزي وتحول اشتراكي، إلى نظام انفتاحي وإصلاح اقتصادي، أدى لحدوث خلخلة لهيكل الإنتاج في الدولة.
وأكمل: «التواصل والترابط قل بين القطاعات الداخلية، وزاد الترابط والتواصل مع الخارج، لكن خلال لحظة معينة مع توقف الاستيراد؛ فأنت تخنق قطاعات وصناعات وأنشطة شديدة الأهمية والحيوية».
وأوضح أنه كان سعيدًا بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدولة لن تجري تعويمًا آخر للجنيه، مختتمًا: «ربما تلك بداية السير في الطريق الصحيح ونفكر بأنفسنا لأنفسنا، فصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، سمموها ويسخرونها لخدمة مصالحهم، وهو ما يتطلب مني أن أضبط أموري لتحقيق أقصى استفادة، فالخطورة تتمثل في الانصياع، فنحن أدرى بالاقتصاد المصري وما يتطلبه أكثر من الخبير الأمريكي»