صرح الأمين العام لـ حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، بأنه “لم يكن حرق القرآن غير قانوني في السويد”، وأن المفاوضات مع تركيا ستتواصل بشأن قبول هذه الدولة في “الناتو”.
وقال: “أتفهم المشاعر وعمق العاطفة التي تسببت بها هذه الحادثة”.
وتابع الأمين العام: “لقد رأينا أيضًا احتجاجات ضد تركيا وحلف شمال الأطلسي في السويد. لا يعجبني كل هذا، لكني أدافع عن حق الناس في الاختلاف، فهذه هي حرية التعبير… المهم بالنسبة لي هو أننا نواصل الانتهاء من انضمام السويد إلى التحالف”.
وأضاف ستولتنبرج: “السويد أوفت بجميع الالتزامات، بما في ذلك تلك المتفق عليها مع تركيا وفنلندا، للانضمام إلى التحالف”.
و أعلنت الشرطة السويدية أنها صرحت بتنظيم تظاهرة يخطط منظمها لإحراق نسخة من المصحف خارج مسجد ستوكهولم الرئيسي، أمس الأربعاء، تزامنًا مع بدء عيد الأضحى.
وبحسب شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية، جاء الضوء الأخضر بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية حظرًا أعلنته الشرطة على الاحتجاجات التي تنظم لإحراق المصحف، بعدما أدى تحرك من هذا القبيل خارج مقر السفارة التركية في يناير، إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع، رافقتها دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية، بينما عطلت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
كذلك أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس الأربعاء ٢٨ يونيو الجاري، عن بالغ إدانتها لقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف اليوم بالعاصمة السويدية ستوكهولم، في فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخرًا في بعض الدول الأوروبية، مؤكدةً رفضها التام لكافة الممارسات البغيضة التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين.
كما شددت مصر على مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية، ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات، مؤكدةً ضرورة إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب.
ومن جانبه طالب الأزهر الشريف دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بإصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها، أيًّا كان نوعها؛ ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف، وذلك بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف، والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة.
كما دعا الأزهر الشريف كافة الشعوب الإسلامية والعربية وأصحاب الضمير الحي، بتجديد مقاطعة المنتجات السويدية، نصرةً للمصحف الشريف كتاب الله المقدس.
ودعا الأزهر في بيان له حكومات الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، والتي تحمل إجرامًا وتطرفًا تجاه المقدسات الإسلامية؛ مشددًّا على أن سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين؛ لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسئولة عن قراراتها.
وقال الأزهر إنه يأسف من أن تصدر هذه القرارات الداعمة للتطرف من مؤسسات وهيئات لطالما تباهت باحترام التعددية والمساواة، وصورت نفسها حامية للحريات وضامنة لثقافة الاختلاف، في حين يكشف الواقع عن أن هذه الصورة المزيفة لا تعدو إلا أن تكون مجرد شعارات، وأن حقوق المسلمين في هذه الدول -بالنظر لغيرهم من مواطني الديانات الأخرى- ما زالت محل نظر.