أمجد مصطفى يكتب : من انتم يا من انتقدتم “الشعراوى”
كالعادة كل فترة من الفترات يظهر احد من يدعون الثقافة او من يتحدثون بلسان المثقفين،للهجوم على احد رموزنا،رجل دين، سياسى، فنان رياضى،لم يتركوا احد فى حاله،لدرجة انك تشعر وكأنهم ولوا انفسهم اوصياء على المجتمع، والويل كل الويل لمن يختلف معهم.
من حق اى انسان ينتقد اى شخص لكن دون تجريح،ودون فرض وجهة نظرة على الاخرين،و كأنه هو الوحيد العالم بكل شئ،وباقى البشرما هم الا صورة،عليهم السمع والطاعة،و التهليل،وهذا الكلام لا يليق بالمجتمع المصرى،الذى يضم علماء فى الدين و فى الفلسفة و الكيمياء والفزياء،و السياسة والاعلام،نحن مجتمع متحضر،حتى الغير متعلم فينا لايمكن ان نصفه بالجهل،لانه ربما يكون لدية ثقافة جمعها من الاستماع الى وسائل الاعلام او من اصدقائة وجيرانه او حتى من جلسات المقاهى،التى كانت فى وقت من الاوقات عبارة عن صالون ثقافى.الفترة الماضية حاول البعض النيل من شخصية الشيخ محمد متولى الشعراوى،لمجرد ان البيت الفنى للمسرح اعلن عن نيته عمل عرض مسرحى يتناول سيرتة الذاتية،فى وقت نحن احوج الى نشر فكر علمائنا الافاضل خاصة اصحاب الفكر المستنير.
فى البداية الشيخ الشعراوى سيرتة لا تحتاج إلى عمل مسرحى درامى يخلده ،لأنه ببساطة يعيش فى وجدان الشعب العربى من المحيط الى الخليج،و هو اكبر من اى تراجع من هيئة المسرح،و اكبر من أى مبررات تقال حول إنتاج او عدم إنتاج عمل عنه، سواء كانت مدة العرض اسبوعين فى رمضان او اكثر ثم تقلصت إلى ليلة واحدة بعد اعتراض البعض، حسب البيان الذى خرج به المسئول عن المسرح،وهو بيان لا يحتاج الى وصف،لكنه اكد فيه ان العمل مجرد فكرة تعرض ليوم واحد خلال شهر رمضان، على عكس الحقيقية ،الامر لم يكن مجرد فكرة او مثال كما اكد المسئول، لكنه نص مكتوب للمؤلفة صفاء البيلى و اخراج محمد علام،ورشح لاداء شخصية الشعراوى كمال ابو ريه،ولكنه اعتذر بسبب مشاركته فى عمل درامى يعرض خلال رمضان،و العرض المسرحى يتطلب تفرغة لمدة شهر قبل العرض فى رمضان، وبالتالى ليس لديه وقت كافى،وهذا الكلام قاله للزميل صفوت دسوقى فى حوار لموقع “عين” الاماراتى.
لكن ما اريد ان اقولة،سواء كان العمل كان مقرر له ان يستمر اسبوعين او اكثر او امسية لمدة يوم واحد،فالشعراوى قيمتة اكبر من اى مزاعم يرددها البعض عنه،خاصة ان البعض قال ان شخصيته عليها تحفظات،اى تحفظات تلك،لو سألنى المسئول الذى اطلق تلك التصريحات عن سبب ثقتى فى قيمة هذا الرجل و عن المبررات التى كانت من الممكن ان تفحم كل من يحاول النيل منه،و ادعوا عدم وطنيته، لقلت لهم ان هذا الرجل الذى قيل ان عليه تحفظات، حصل على اعلى وسامين فى الدولة الأول وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى عام ١٩٧٦ .. و الثانى وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٨٣، إلى جانب انه عين وزارة للاوقاف و شئون الأزهر فى منتصف السبعينات،و لو لم يكن هذا الرجل محب لوطنه ما حصل على تلك التكريمات،إلى جانب تكريماته من دول عربية مثل الإمارات و السعودية ،كما ان ظهورة فى برنامج اسبوعى على الشاشة المصرية الرئيسية طوال ربع قرن دليل كافى على عدم وجود تحفظات، ويجعلنا نسأل اين هى التحفظات؟.
اما اهم وسام حصل عليه فهو حب الناس.
أما مسألة انه كان ضد او مع الفن،فهذا رأى الممثل العالمى عمر الشريف فى فضيلة الشيخ الشعراوى،وهو موثق بالصورة والصورة من خلال حوار اجرى معه فى احد البرامج التليفزيونية،والفيديو موجود على اليوتيوب،ماذا قال عمر الشريف عن الشعراوى، قال:أنه كان حريصًا على متابعة حلقات برنامجه خلال فترة تواجده فى مصر، ولم يفوت يومًا من غير مشاهدته عبر التليفزيون.
وأضاف الشريف أنه كان يعبد الشعراوي لأسباب معينة، وأولها أنه ممثل هايل يعجبه الطريقة التي كان يتبعها فى تبسيط المعلومة لتوصيلها للجمهور بكل سهولة ويسر، سواء المتواجدين معه بالدرس أو المشاهدين بالمنازل،و قال انه اى الشعراوى يساعدني على فهم أمور الدين ويعلمني اللغة العربية،يفهمني أمور الدين .
وأكد عمر الشريف أنه كان يشاهد برنامج الشعراوي قبل الافطار خلال شهر رمضان ولم يتخلف عن أي درس.
وصنف عمر الشريف الشيخ الشعراوي بأنه أفضل شخص يتحدث اللغة العربية من وجهة نظره لعلمه بقواعد وأسس اللغة.
وأشار الشريف أن الشعراوي كان لديه القدرة على فلترة الحديث من اللغة العربية إلى اللهجة الدارجة للأشخاص ليصل علمه لكل شخص سواء كان مثقف أو جاهل.
واستعرض عمر الشريف لبعض من أمثلة الشيخ الشعراوي فى تفسير القرآن الكريم واستخدامه للغة العربية، قائلاً: كان لذيذ أوي واللي يهمني تعلم القرآن الكريم واللغة العربية.
هل عمر الشريف فقط الذى له رأى فى الامام الشعراوى بالقطع لا،شهيرة نفت للزميل صفوت دسوقى فى موقع عين ان يكون الشعراوى سبب حجابها،مؤكدة انها التقت الشعراوى بعد الاعتزال بعامين،حسن يوسف ايضا نفى ان يكون للشعراوى علاقة باعتزال زوجتة شمس البارودى،مؤكدا انها التقته مرة واحدة اثناء محنة المرض الاخيرة،شادية تركت تسجيل صوتى لها اكدت فيه انها اعتزلت بعد اداء فريضة الحج،وتبلورت الفكرة بعد اداء اغنيتها خد بايدى،هذا هو رد الفنانين على ما يردد انه وراء ارتداء الفنانين الحجاب،رغم انها من الاساس ليست تهمة.
الشيخ الشعراوى كان متذوق للفنون بدليل انه كان يكتب الشعر،ويتذوقه،وكانت هناك جلسات تجمعه بالبابا شنودة رحمة الله كانا يتبارى فى اداء الشعر.
هذا هو الشيخ الشعراوى فمن انتم يا من انتقدتم هذا العالم الجليل.