اللواء مروان مصطفى يكتب : تغيير خريطة الشرق الاوسط الطوق الاوحد لنجاة هتلر العصر
تسربت بعض نتائج تحقيقات هجوم ٧أكتوبروفضائحه .. كما قامت احدي القنوات التلفزيونية الانجليزيه بتشكيل وحدة من بعض الخبراء المستقلين المتخصصين للتعرف علي حقائق الاحداث .. وقاموا بالفحص في اطار معايير ومقاييس جنائية وعسكرية دقيقة.. وكشفوا في تقريرهم الذي تجاهله ( بالطبع ) الإعلام الغربي .. ان حماس كانت تدرب قواتها علي الطيران الشراعي في اماكن مفتوحة نهاراً علي مرأى ومسمع من الجميع ، ونشروا أجزاء من تدريباتهم على الأنترنت ..وفي ليلة الهجوم ابلغ بعض جنود حرس الحدود مركز العمليات بوجود تحركات حمساوية عند السياج الحدودي .. وايقظوا رئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية وابلغاهما بذلك، وتواصلا الاثنين وتحدثا مع بعضهما .. واتفقا انه مجرد تدريبات لحماس.. ولم يتخذا اي اجراء وحتي لم يرفعا حالة التأهب للقوات كالواجب .. وفؤجي الجيش في الصباح بالهجوم ..وقتل العديد منهم علي اسرة نومهم .. كما فوجئوا بشكل أكبر بوجود المهرجان الموسيقى (ويبدو انهم لم يكونوا علي علم به الا بعد ما حدث) ، وقالوا ان التحرك الاسرائيلي كان بطيئاً ولم يكن هناك اي قوات علي الأرض ، واقتصر الامرعلي تحريك المروحيات الأباتشي التي قتلت عدداً كبيراً من المشاركين في الحفل خلال هروبهم ، وتم حصر ٧٣ رهينة خطفوا من منازلهم وتم قتلهم مع مختطفيهم قبل وصولهم للسياج لنقلهم لغزة واغلب الظن ان الاباتشي قتلتهم .
ورصدوا ايضا ان الاعلام الاسرائيلي والغربي قاموا بالتركيز علي قيام حماس بقطع روؤس ٤٠ طفلاً اسرائيليا ( نقيضا ً لقائمة الضحايا الاسرائيلية الرسمية المعلنة التي أكدت بوجود طفلين فقط ضمن القتلي ) وتحدثوا كثيراً عن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال حماس.. واوضحت اللجنة انها لم تجد اي ادلة تثبت ذلك .. كما لم تعثر او تشاهد ي دلالات جنائية او صور فوتوغرافيه أو مرئيه او اي شهود على حدوث ذلك .
وفي اعتقادي الشخصي ان اسرائيل بعد فضيحه التصدي للهجوم وفشلها الذريع في تحقيق اي من أهدافها التي حددتها وعدم قدرتها علي استعادة رهائنها ، ولحفظ ماء وجهها ، ولمدارة خيبتها ، ولتخوف نتنياهو علي مستقبله السياسي وللتهرب من محاكمته المنتظرة والمقصلة التي تجهز لقطع رقبته السياسية بعد انتهاء الحرب فكان عليه ان يجد مخرجا لائقاً للخروج من تلك الورطة وتمكنه من الاحتفاظ بمنصبه ..وقد هداه تفكيره الخبيث الي ان طوق النجاة ، والسبيل الوحيد لانقاذه هواستغلال حالة الصمت الدولي والعجز العربي اطالة الوقت والرهان علي فوز ترامب بالرئاسة لتغيير الواقع والخريطة ، وتنفيذ وعده بزيادة مساحة اسرائيل عن طريق ضم غزة والضفة الغربية ، تمهيداً لإعلانه دولة اسرائيل الكبري ، بما يقضي تماماً علي مقترح حل الدولتين .. وهوما سيرفع مكانته السياسية ، ويعيد الثقة في قدراته ويصبح أحد أهم زعماء اسرائيل في تاريخها .
ولذلك بدأ نتنياهو بالتحرك سريعا ًعلي المحاور التالية :
• شراء الوقت واطالة امد الحرب لتعطيل المفاوضات وافشالها .. لإضعاف بايدن والديمقراطيين ومنعهم من احراز أي نجاح في المفاوضات لكي يقلل من اسهم هاريس في الانتخابات .. ويزيد من نسب وفرص نجاح ترامب عليها .
• اجتياح الضفة الغربية .. بعد اختلاق بعض المزاعم الوهمية حول التغلغل الايراني في الضفة الغربية لإضفاء الشرعية علي اجتياحه .. حتي يكرر سيناريو غزة لاجبار سكانها علي النزوح للأردن .
• التمهيد لهجوم بري موسع علي لبنان واجتياح جنوبها لتدمير معاقل حزب الله واقامة منطقة عازلة .. بما يضعف الحزب ويخلق محيط لبناني شعبي وسياسي ضاغط وكاره للحزب ، يجبره علي الانسحاب والتراجع الي وراء نهر الليطاني .. لحماية وتأمين مستوطنات الشمال والبدء باعادة سكانها الذين نزحوا من منازلهم وانهاء غضبهم ..كما سيخفف أيضاً من غضب الشارع الاسرائيلي واسر الرهائن المخطوفين علي الحكومة الاسرائيلية .
• توسيع نطاق المواجهات والعمل علي اشعال حرباً اقليميا .. واستغلال فرصة تواجد الحشود العسكرية والاساطيل المتواجدة لحماية اسرائيل ، عن طريق استفزاز ايران واذرع المقاومة التابعة من خلال التحرشات العسكرية وتوسيع قاعدة الاغتيالات .. لجرها للقيام بعمل عسكري متهور بما يجبر امريكا وانجلترا للدخول فيها لحماية اسرائيل وخصوصاً بعد التهديدات الأمريكية لها بالقيام بتدمير كل منشآتها النووية واعادتها لنقطة الصفر اذا ما أقدمت علي ضرب اسرائيل بضربات غير محسوبة ولم يتم التوافق عليها .
• الثأر من مصر وعقابها لأفشالها صفقة القرن ورفضها خطة التهجير لسيناء ، واصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل بعد ان تجرأت وخرجت من العباءة الأمريكية ، وأصبح جيشها من اقوى الجيوش في التصنيفات العالمية بعدما نوعت مصادر تسليحها بأحدث واقوي الاسلحة الهجومية ،كما ساندت حماس وتبنت اغلب وجهات نظرها خلال المفاوضات … ولهذا فيجب زيادة الضغوط الاقتصاديه والعسكرية الأمريكية والدولية عليها ، لتقليم اظافرها وتطويعها ، واجبارها على قبول التهجير لسيناء وفرضه عليهآ بقوة الامر الواقع ..وذلك عن طريق اعادة احتلال غزة ، والسيطرة الكاملة على معبر رفح و محور فيلاديلفي ، ومواصلة القتل والابادة لتقليل عدد سكان غزة ، وتقليص مساحتها ، وحصار وتكديس من يتبقى منهم في مناطق قريبة من الحدود المصرية دون أي مقومات للحياة الإنسانية (والشتاء علي الابواب) .. وتشديد الضربات عليهم بما يجبرهم لطلب الغوث والرحمة .. وعندئذ تتحين اسرائيل الفرصة وتفتح امامهم الطريق وتسمح لهم بالوصول (الطوعي وليس القسري) لبوابة المعبر المصري ..لكي ينجوا بأنفسهم واسرهم وأطفالهم من الموت المحقق اذا ما استمروا في غزة وهوما يضع المصريين امام الامر الواقع ، ويجبرهم انسانياً واخلاقياً علي استقبالهم وادخالهم .. وبذلك يتم افراغ غزة من سكانها بعد اجبارهم علي الهجرة الطوعية واللجوء لمصر .
وقد بدأت اسرائيل بالفعل بالتحركات التمهيدية لذلك .. فقد بدأ نتنياهو وكبار المسئولين واعلامهم في استفزاز مصر والتحرش بجيشها علي الحدود ،واصرت علي التواجد العسكري في محور فيلاديلفي رغم معارضة وزير الدفاع والجيش علي ذلك كما وجهت لمصر الاتهامات الباطلة بسماحها بتهريب الأسلحة لحماس من الأنفاق ، وطلبوا الكونجرس بالضغط على مصر لخشيتهم من هروب السنوار والمختطفين عبر تلك الأنفاق ( التي لم يقدموا دليلاً واحداً علي وجودها ) ، كما اتهموها بخرق اتفاقية السلام وقيامها بحشد جيشها وكل اسلحتها الهجومية بصورة استفزازية علي الحدود .
ورغم الالتزام المصري بالصمت .. اظهر الجيش انيابه القوية وعينيه الحمراء بعد ان شمر رئيس الاركان المصري عن ساعديه وهو يزور الحدود ، وشاهد العالم كله حجم القوات المحتشدة ، وتنوع اسلحتها ، ومدي انضباطها ، وقدراتها الواضحة علي التصدي ومواجهة كافة الاحتمالات ، وهو ما أثار قلقاً وتوتراًً شديداً في اسرائيل، وخرجت اغلب وسائل أعلامها لتحذر وتنبه حكومتهم وقادتهم بان دبابات الجيش المصري علي ابواب اسرائيل ، …وهوما أزعج كثيراً الاداره الأمريكية التي اسرعت باخطار بموافقتها على ارسال المعونة الأمريكية لمصر بالكامل دون نقصان .. بعد ان هددت مصر بالانسحاب من المفاوضات الجارية ، واعتزامها تجميد العمل باتفاقية السلام مع اسرائيل (وذلك وفقاً لما تردد من معلومات في كواليس الاعلام الخارجي ) .
.. .وللحديث بقية …!!
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب