مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى بكتب : رسالة إلى الرئيس السيسي

سياده الرئيس أولاً وقبل كل شيء أبعث لسيادتكم تهنئه خاصه من قلوب كل المصريين الذين نزلوا مرتين في الفترة الأخيرة علشان يفوضوك… المرة الأولى نزلوا في الشوارع بالآلاف لتفويضك لما طلبت في بداية حرب غزه …والمرة الثانية نزلوا بالملايين لصناديق الانتخابات علشان ينتخبوك ويفوضوك لقياده المرحلة اللي جاية.

وطبعا كلمه مبروك ياريس مش كفايه عليك.. لكن الأهم منها  هي دعواتنا القلبيه لك بكل النجاح والتوفيق في مسئولياتك ،  وإن ربنا يسدد خطاك في قياده مصر ، وربنا يلهمك الحكمة والصواب والرؤية الثاقبة لحمايه البلد وأمنها .. وتقدرتكمل ما بدأته من تحقيق احلام وطموحات شعبها اللي تحمل ..الكثير والكثير من الصعوبات والأعباء علشان خاطر ازدهار مصر وتقدمها .

لقد فوضك الشعب يا سياده الرئيس للدخول في حربين اثنين اولهما علي حدودنا في الوقت الحالي … والاخري اقتصاديه ومجتمعيه مستقبلية.
 
الحرب الاولى وهي حرب استعمارية ، استفزازيه..لا نريدها ولا نتمناها بل ونحاول تجنبها ..وهي حرب تدفعنا اسرائيل (في حمايه امريكا وأوروبا ) بشدة لخوضها لكي تسلب جزء من ارض سيناء لتهجير الفلسطينيين… ولكي تشعل الحرب إقليمياً في المنطقة من خلال استفزاز الجيش المصري للدخول في تلك الحرب ، بما يدول الحرب عالمياً ويصفي القضية الفلسطينية نهائيا ً .. وهوما ينقذ رقبه الحكومة الاسرائيلية المهزومة والتي فشلت في تحقيق اهدافها قبل محاكمتهم المرتقبة ..

وبقدر كراهيتنا للحرب .. فإننا علي استعداد تام لخوضها اذا ما فرض علينا القتال وسوف نتكاتف ونتوحد جميعا خلفكم وخلف جيشنا العظيم لحمايه أرضنا وعرضنا ، وكرامتنا مهما كلفنا الامر من تضحيات وفداء…وكلنا ثقه في الله عز وجل انه سوف ينصرنا بإذن الله ، ويحفظ شعبنا من كل سوء ، ومن كل معتدي جبار .

أما الحرب الأخرى
فهي حرب واجبه علي أعداء المجتمع  من العناصر الفاسدة من اصحاب المصالح والمنتفعين وتجار الحرب والسوق السوداء ، ومحتكري الأسواق الجشعين ،والفساد الاداري الذي ترك لهم الساحه ولم يتصدي بفاعلية لهم ، وضعف الرقابة الفعالة لأزمات الغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل المواطنين، في كل سلعة يشتروها، وكل خدمة يطلبوها ) .

وهي حرب تختلف عن حرب الحدود وعكسها تماماً .. فالشعب كله ياسيادة الرئيس ينتظر بدء الحرب علي الغلاء والجشع ويرجوها .. ويطلب منك ومن كل  الحكومة خوض هذه الحرب بكل الحزم والشده والصرامة والسرعة .. فالغلاء والجشع وفساد الضمائر أنهكوا الشعب المصري ، واستنزفوا قوته ، ومقدرات دولته ، وزادوا من اعبائه وازماته .. وهو ما أتاح الفرصة للكارهين والحاقدين للتشكيك في انجازاته ومحاولاتهم احباطه وافقده احلامه وآماله في مستقبله . 
 
فليس من المعقول ولا المقبول.. أن تتحكم فئه طاغيه في احتكار سوق اي سلعة مهما كانت الأسباب والمبررات .. وليس من المعقول ولا المقبول.. أن تقوم  فئة من التجار أو الموزعين أو البائعين بإخفاء سلعة أو تخزينها لتعطيش السوق وخلق سوق سوداء للحصول علي مكاسب خرافية جائرة لهم ، وليس من المعقول ولا المقبول…أن تقف الدوله حائره في مواجهتهم وتجتمع معهم لتستعطفهم وترجوهم أن يفتحوا مخازنهم أو يخفضوا من هامش اسعارهم رأفة بالمواطنين الغلابة .

كيف يمكن التغاضي عن بيع كيلو السكر بأكثر من ٥٠ جنيه بينما تكون تكلفته  بحوالي ٢٥ جنيه ، وكيف يسمح ببيع علبه السجائر بعد اخفائها بأكثر من ١٢٠ جنيه بينما تبيعها الشركة المنتجة بأقل من ٥٠ جنيها ..ونتحجج بعد ذلك بأنها  تبعات السوق الحرة ..  والمسئولية تقع علي عاتق المواطن ، انهم يستغلون ازمه الدولار لامتصاص دم الشعب .. فما علاقه الدولار برفع اسعار الثوم والبصل والجرجير والبيض ، والأمثلة الأخري كثيرة جداً ومعروفة للجميع .
 
اننا نرجو يا سياده الرئيس .. ان تبادروا باصدار توجيهاتكم المشددة لاتخاذ اجراءات صارمه فورية للتصدي لتلك التهديدات المجتمعية ، وسرعة استصدار تشريعات  تتوافق مع المعايير الدولية ( سواء بتحديد هوامش معقولة للأرباح، أو تحديد حد أقصي لسعر السلعة ) وضرورة وضع آلية قضائية سريعة للتقاضي ومحاسبه المخطئين بأحكام مشددة .. يتم تنفيذها بسرعه لتحقيق الردع ولحمايه المجتمع ، بالإضافة لتدعيم وتنشيط وتفعيل الأجهزة الرقابية وانظمة حمايه المستهلك والتهرب الضريبي .
 
سياده الرئيس 
نعلم أن المهمة صعبه ، والتحديات الخارجيه كبيره ، والظروف الاقتصاديه قاسيه ولكننا واثقين أيضا ً اننا  بتكاتفنا ووحدتنا خلف قيادتك قادرين بإذن الله تعالى علي تخطي تلك المصاعب والتحديات المنتظرة ..وربنا يعينك علينا.. ويؤيد وطننا بنصره وعنايته … أنه نعم المولي ونعم النصير.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى