الدكتورة حنان عيد تكتب (نقطة ومن أول السطر!)
يُحكى أن:
هناك بلداً منذ ١٢ عاماً تم اختطافها أرضاً وشعباً بالقوة .. وتعرضت للسلب والنهب والحرق والاغتصاب .. تحت ستار الدين والتدين مثل الذئب الذي ارتدى عباءة الشيخ لِيلتَهِم الغنم .. والعجيب الغريب أن المُختَطِف من أهل البلد وسكانها وكأن الدِين لم يَعرِف للشعب طريقاً إلا على أياديهم .
والأعجب من ذلك أن المُنقِذ لهذه البلاد أيضاً من أهلها وشعبها .. وبرغم ما تعرض له من رفض وشجب وانتقاد طوال هذه الفترة إلا أنه كان على العهد ولم يفرط في حبة رمل .. قرأ وعلم المخطط جيداً واستعد له على أكمل وجه .. كما أن الشعب استعاد وعيه وأرضه وعرضه .. وكان حائط الصد أمام كل معتدى بالداخل والخارج .. ولكن الطبع يغلب التطبع في النقد والسب والقذف والشك .
فمنذ إعلان رفع هذه الأسماء من قوائم الإرهاب ولا حديث إلا عن ضياع البلد .. هل يُعقل أن من حافظ وبنى وخطط وأقام جسراً شعباً وجيشاً ورئيساً ليحميها .. يُفرِّط فيها بسهولة ويضع كل ما فعله على حافة الهاوية من أجل حفنة من الجهلاء والأغبياء والإرهابيين .. أكيد لا ولن يحدث .
إن ما حدث هو حكم من المحكمة وليس بالعفو الرئاسي ولكن هؤلاء عليهم قضايا أخرى .. وماحدث ماهو إلا استعداداً لتنفيذ هذه الأحكام عليهم .. وليس لهم الحق في أي منصب .. أو مزاولة للعمل السياسي وإذا ثبت تورطهم في أي عمل آخر سيتم عودتهم إلى القوائم مرة أخرى .. ومنهم من مات ومنهم من ينتظر نحبه .. ومنهم من ثبت عدم تورطه ..
إذاً لا عفو ولا مصالحات ولا غير ذلك .. ولن يضيع دم الشهداء بكلمة عفو أو صفح أو أسقاط من قائمة إرهاب .. فلا تحاسبوه كأنه ملاك أو رسول معصوم من الخطأ .. فقد ثبت أن حتى الأنبياء يجانبهم الصواب أحياناً وبدون قصد أو نية مسبقة..
إرحمونا يرحمكم الله .. إرحمونا وحافظوا على مصركم وأهلكم وجيشكم ..
مصر هي أمنية أي غريب فاقد للأمن والحاكم القوي .. فقد مرت على العالم كله السنين العجاف إلا مصرنا كانت أمان للناس من الخوف والجوع .. إرحمونا من أفكاركم النيِّرة وتوقعاتكم المذهلة .. وتذكروا أن قوة مصر ليست برئيس فقط .. بل قوتها بالتفاف واتحاد شعبها .. وقوة شعبها من قوة وعزة جيشها ..
وكلما تفقدوا إيمانكم بجيشكم ورئيسكم يبعث الله من الوقائع والأحداث التي تُثبت عكس رؤيتكم..
كونوا جيشاً لجيشكم ورئيسكم .. كما هو جيشكم جيشاً للشعب ولمصركم ..
مصر أولاً وأخيراً وقبل كل شئ ..
أما أنا فلن أكون إلا مصرية وطنية وفية .. ودائماً مصر في الروح وبين ثنايا القلب والبدن