أمينة شفيق تكتب التغيير الحقيقي في الالتحاق بالنقابة
ذكرت في المقال السابق اني التحقت بالنقابة فور التحاقي بجريدة المساء. كلن ما ادهشني هو دعوتي لزيرة وزارة الداخلية قبل إن اتلقى خطاب النقيب وقبولي عضوا في الجمعية العمومية كعضو تحت التمرين. فحتى ذلك الوقت كانت وزارة الداخلية تملك البعض من التدخل في الشأن النقابيوعضويتها. فربما، وأقول ربما، كان من حقها التدخل في قبول العضوية،. وهو ما لم يحدث لي ولكني عشت لفترة افكر في هذا اليوم واتذكر تفاصيله واتعجب لماذا كانت الدعوة من اساسها ولماذا وقفت أمام انسان لا علاقة له بنقابتي التي كنت“احبها جدا جدا” دون أن أعرف السبب الحقيقي لتعلقي بها.ثم مرت الايام وجاء موعد الانتخابات، واجريت انتخابات للنقيب وأعضاء المجلس ولم اشارك فيها لأني كنت لا ازال عضوا تحت التمرين. ولكني شاركت في الحوار مع الزملاءواتصور انه كان حوارا ساذجا. كنت لا ازال على البر ولا اعرف دخائل العمل النقابي. ولكني تعرفت على زملاء كثيرين يعملون في المؤسسات الصحفية التي كنت اعرف مجرد اسمها مثل الاهرام والاخبار والجمهورية وروز اليوسف ودار المعارف ودار التعاون ولم تكن جريدة المساء التي اعمل بها من مجموعة هذه المؤسسات. ولم اكن اعرف السبب.
كل الذي استطعت استيعابه حتى ذلك الوقت ان رئيس تحريرها هو خالد محي الدين العضو السابق لمجلس قيادة الثورة وأنه كان منفيا خارج البلاد بعد احداث عام 1954 ثم عاد إلى القاهرة وسمح له عبد الناصر بإصدار جريدة مسائية وكان يعمل بها اناس محترمون مثل د.عبد العظيم أنيس وأ مصطفى بهجت بدوي وفيليب جلاب وسعد التائه وعايدة صالح وعبد الحميد عبد النبي وأميمة ابو النصر. . وكثيرين غيرهم لا اتذكر اسمائهم.
ولكن حدث اني فوجئت بتغير غريب حدث في الجريدة. فذات يوم استيقظت في الصباح الباكر لأتوجه الى قسم الأخبار لأستأنف عملي اليومي فوجدت تغييرات شاملة في الطاقم الذي كان ملء السمع والبصر في اليوم السابق. وكان السبب كما عرفته هو خروج الجريدة عن سياسة الدولة فيما يخص انقلاب عسكري في العراق. لقد تغيرت كل الوجوه القديمة وجاءت وجوه جديدة بما فيها رئيس التحرير الذي اصبح الاستاذ مصطفى المستكاوي. ولم اكن قد سمعت اسمه قبلا كصحفي وإنما ،كما سمعت، كان ضابطا في الجيش.
ولكن كل الذي استطيع قوله الان وبعد مرور كل هذه السنوات اني افتقدت الاستاذ خالد محي الدين الرجل المحترم والمتواضع والمهذب جدا مع جميع العاملين. المهم اني داومت على عملي وشجعني رئيسي في القسم الاستاذ عبد القادر حمزة الذي كان له خبرة سابقة وواسعة في العمل الصحفي. ومع الوقت بات لي صداقات واسعة مع عدد من الزملاء والزميلات ثم اصبحت اكثر الماما بدخائل النقابة لأن أحاديثنا عن العمل النقابي لم تكن تنتهي وتحديدا في فترات الانتخابات.
وفي ذات الوقت كان الزملاء الاعضاء في مجلس النقابة يتناولون العمل على تغيير قانونها استعدادا لعرضه على مجلس الأمة. وكنت اتابع التعديلات التي يدخلوها على القانون بمنتهى الاهمية خاصة بعد أن علمت انهم يعدلون في هذه ” الحكاية” التي تشغلني كثيرا “ذهابي إلى وزارة الداخلية ” قبل حصولي على خطاب النقيب بقبولي عضوا بالنقابة.
والهام لي في هذه الفترة اني تعرفت على عدد من اعضاء المجلس كما تعرفت على تاريخ نقلي الى جدول المشتغلين. تعرفت على الاستاذ أحمد بهاء الدين ثم الاستاذ كامل زهيري والاستاذ محمود سامي والاستاذ صلاح الدين حافظ والاربع زملاء كان لهم دورا هاما في تعديل القانون.