أحمد فرغلي رضوان يكتب : دورة المطبات الصعبة ..والمجاملات!
انتهت الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولكن قبل مرور 24 ساعة على حفل الختام كانت هناك تصريحات صحفية ساخنة مليئة بالاتهامات من المدير الفني للمهرجان الناقد الفني عصام زكريا ضد رئيس المهرجان الفنان الكبير حسين فهمي وأخرين لم يذكرهم ! ومن بين تصريحاته ذكر أن هناك انقلاباً كان يتم تدبيره للإطاحة به من منصبه قبل أيام من إنطلاق المهرجان العريق !؟ هذا الحديث لا يجب أن يمر هكذا دون تحقيق ! مثلا لك أن تتخيل لو فقد المدير الفني للمهرجان أعصابه قبل أيام وأطلق تلك التصريحات واعتذر عن استكمال مهامه !! كيف سيكون حال المهرجان وقتها وكيف ستكون سمعته الدولية !! أعتقد أن الخلافات بين الجميع يجب أن يتم التحقيق الإداري فيها ، مهرجان القاهرة لا يستحق أن يكون هكذا مستوى الإدارة داخل أروقته.
أما عن الملاحظات السلبية فحدث ولا حرج على رأسها إهداء مخرجة فيلم “داهومي” الحاصل عل جائزة أفضل فيلم أفريقي الجائزة في رسالة قرأتها المنتجة وهي تقف فوق مسرح دار الأوبرا المصرية إلى السنغالي شيخ انتا ديوب مؤسس حركة الافروسنتريك!! خطأ فادح كان يستوجب سحب الجائزة منها في اليوم التالي! وحتى لو القائمين على المهرجان “يجهلون” ما هي هذه الحركة وحربها ضد الحضارة والهوية المصرية الفرعونية في جميع أنحاء العالم، الآن صاروا يعلمون فماذا أنتم فاعلون، عالم الآثار المصري زاهي حواس سبق وقال أن دخول بعض أعضاء حركة الافروسنتريك إلى المتحف المصري كان “جريمة”.
كذلك مشاركة بعض الأسماء في لجان التحكيم أصحاب إسهامات سينمائية ضعيفة ! لا ترقى لتواجدهم في لجان تحكيم مهرجان دولي مثل القاهرة.
ملاحظة سلبية أخرى تحدث عنها الكثيرين وهي عرض فيلمين في القاعة الكبرى للمهرجان المخصصة لأفلام المسابقة الدولية بالاضافة لإقامة سجادة حمراء لصناع الفيلمين والاحتفاء بهم بشكل لافت، وهو ما أشار له البعض بوجود مجاملة، الأول كان الفيلم التسجيلي المتواضع فنيا ( وين صرنا) وهو في رأيي مجرد ( تقرير ) داخل برنامج توك شو لا أكثر ولا أقل ، أما الفيلم المغربي الهزلي ( أنا مش أنا ) فيلم تجاري ضعيف جدا ويكفي طرحه للجمهور تجاريا وأشك انه سيحقق ايرادات تذكر ! ثم إقامة سجادة حمراء واحتفاء بعرض حلقتين من مسلسل تليفزيوني !! من المسؤول عن هذا الخلل في البرمجة ؟!
بالإضافة للترتيبات اللوجوستية للمهرجان وتأخرها بشكل لافت ! كذلك ما قيل عن دعوات المهرجان وطرق توزيعها!
الملاحظة الايجابية الأهم أن الدورة اكتملت على خير بدعم الجمهور العاشق للسينما رغم الصعوبات الكثيرة وشهدت عروض الأفلام اقبالاً جماهيريا كبيرا خاصة على مشاهدة الفيلم الوثائقي المصري ( أبو زعبل ٨٩ ) حيث اقيمت خمسة عروض للفيلم ورفعت جميعها لافتة كامل العدد في سابقة لم يشهدها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الحضور الجماهيري كان هو الجانب الإيجابي الأبرز واقبالهم حتى على مشاهدة الأفلام المصرية المرممة وهنا أطالب وزارة الثقافة بتنظيم أسبوع عرض لهذه الأفلام مرة أخرى داخل دار الأوبرا.
ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن امتناع النجوم عن حضور حفلي الافتتاح والختام وفعاليات المهرجان وهنا يجب أن أشكر الفنانات لبلبه وليلى علوي والهام شاهين أكثر الفنانين حضورا لفعاليات المهرجان ، للعلم هذا المهرجان هو مهرجان مصر ويحمل أسمها وليس مهرجان شخص ومن الواجب أن يشعر جميع النجوم بالمسؤولية تجاه مهرجان وطنهم وضرورة دعمه على أقل تقدير حضور حفلي الافتتاح والختام !! واللافت أن بعض النجوم ذهبوا إلى حفلات العشاء ولم يظهروا في حفلي الافتتاح والختام وفعاليات المهرجان !!
كل مهرجان وأنتم بخير وننتظر العمل بجدية على إعادة هيكلة ادارة مهرجان القاهرة السينمائي بالكامل بما يليق بصفته الدولية، صناع السينما المصرية النابهين ما أكثرهم.
كما ان البرمجة تحتاج مزيدا من الجهد في جلب أفلام أكثر تميزا على المستوى الفني بدلا من الاستسهال وجلب أفلام المهرجانات الأخرى.