مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: هل يصلح الدكتور مصطفى مدبولي للمرحلة القادمة

يتمتع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بصفات أخلاقية جميلة ورائعة وله منا كل التقدير والاحترام وكما يظهر عليه في المؤتمرات واللقاءات التي يخرج بها علينا وكما كتب أحد الذين عملوا معه في بداية حياته عن قرب فهو يتمتع بأخلاق رفيعة ويميل إلى الطاعة والهدوء والسكينة ومتميز في عمله الهندسي ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الصفات الأخلاقية الجميلة هي كل مؤهلاته ليكون رئيسا للوزراء فالعمل القيادي ليس مرتبطا بالتوافق والتطابق مع الصفات الأخلاقية وإن كانت هذه الصفات ضرورية ولازمة ولكن يجب أن يكون معها بل ويسبقها صفات إدارية وقيادية وسياسية متعددة وقدرة على ابتكار الحلول الإبداعية والجديدة والخلاقة للأزمات والمشاكل الموجودة وقدرات علمية وعالمية مذهلة في إدارة الملفات المختلفة كما يجب أن يكون لديه القدرة على وضع المشروعات والخطط الاقتصادية الرائدة والتي تمكنه من تقديم تجربة اقتصادية متفردة وجديدة خاصة به وبفترة رئاسته ينقل بها المجتمع والدولة المصرية من حالة الضعف والركود والاستدانة إلى مرحلة الوفرة المالية والرخاء الاقتصادي حتى وسط الظروف الاقتصادية والمالية والسياسية العالمية الصعبة فهذه الظروف العالمية الصعبة يجب أن تكون هي عوامل التحدي ودافع الصمود والانتصار وإيجاد واقع اقتصادي ومعيشي جديد يليق به ويليق بالتجربة المصرية الفريدة التي كان يجب أن يسعى لتقديمها لمصر وللتاريخ وذلك كغيره من أصحاب التجارب الأخرى في بعض دول العالم  وقد أثبتت التجربة السابقة للدكتور مصطفى مدبولي وفي فترة تكليفه الأولى رئيسا للوزراء واختياره  لفريق العمل من الوزراء المعاونين له في مهمته أن اختياراته  كانت في معظمها دون مستوى المهمات والتكليفات المطلوبة من الوزراء في فترة تكليفه الأولى وما صاحب هذه الفترة من إخفاقات كبيرة في العديد من الملفات التي تمس حياة المواطن المصري والتي انعكست على رضائه عن الحكومة وإدارتها للبلاد والتي لا شك أن الحكومة السابقة قد أخفقت وبجدارة في كسب رضاء المواطن عن أداء الحكومة في ذلك الوقت ومع تكليف الدكتور مدبولي بتشكيل الحكومة الحالية والتي ما زالت قائمة تؤدي وتقوم بعملها حتى الآن جاء هذا التكليف ورئيس الحكومة السابقة لهذا التكليف محملا بإخفاقات كبيرة في العديد والكثير من الملفات جاء هذا التكليف وسط تحمل رئيس الحكومة للكثير من أسباب ضعف أداء الكثير من الوزراء في وزارته السابقة على هذا التكليف وإن كان التساؤل الذي يفرض نفسه هل الدكتور مصطفى مدبولي يتمتع بصفات المقاتل والمحارب الذي يتناسب مع المرحلة الحالية والمراحل القادمة من مستقبل الدولة والمنطقة والعالم وما هو التغيير الكبير والمفاجئ الذي طرأ على أسلوب وأداء الدكتور مصطفى مدبولي في قيادته للحكومة الحالية وجعله مختلفا عن أدائه ورئاسته للحكومة السابقة وهل الشهور الماضية من عمر الحكومة الحالية تحت قيادته لمس خلالها المواطن تغييرات جوهرية غيرت من قناعاته وانطباعاته عن الحكومة وعن البلد وهل ساهمت إجراءات الحكومة وقوانينها خلال الشهور الماضية في إعادة علاقات الارتباط والتواصل بين المواطن وبين الحكومة هل استطاع الدكتور مصطفى مدبولي خلال قيادته للحكومة الثانية أن يقدم مشروعا لإعادة جمع المواطنين حول مشروعات قومية وطنيه يشعر من خلالها المواطن بدوره ووجوده وقيمته في بلده ويشعر بأنه أولوية قصوى ومهمة لدى حكومته هل استطاع الدكتور مصطفى مدبولي خلال الشهور الماضية أن يعيد هيكلة وتقديم ملفات الثقافة والقوة الناعمة المصرية ويدافع بروح وعزيمة وإرادة المقاتل المصري عن دور مصر الفاعل في تشكيل وتوجيه الهوية الثقافية للمواطن العربي هل حملت الشهور الماضية من عمر حكومة الدكتور مصطفى مدبولي إدارة مختلفة وجديدة ومبتكرة للملفات الاقتصادية هل قدمت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي خلال الشهور الماضية مشروعات وطنية تعيد هيكلة وتقديم منظومات الوعي والثقافة والإعلام بشكل يعيد ريادة وقيادة الدولة المصرية هل استطاعت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي خلال الشهور الماضية أن تكتسب ثقة المواطن المصري ودعمه وتأييده مرة أخرى بل أستطيع أن أقول لكم إن الحكومة نجحت وبجدارة أن تخلق حالة من التباعد المادي والمعنوي بينها وبين المواطن وبطريقة غير مسبوقة وهذه حالة خطيرة تستدعي التدخل السريع والحاسم لملمة شمل المواطن والدولة المصرية وجمعهم تحت سقف واحد سقف الوطنية المصرية الخالصة

ومع التغيرات الكبيرة التي سوف تطرأ على العالم  خلال السنوات القليلة القادمة ومع ازدياد طموحات وأحلام المواطن في مصر وانفتاحه على العالم أجمع ومراقبته لحركات التغيير ومشروعات الإصلاح ومشاهدته للكثير من تجارب النجاح في واقع الحياة ومجابهة التحديات الاقتصادية بروح عصرية جديدة ومبتكرة ومتغلبة ومنتصرة على الصعوبات والتحديات وقلة وانعدام الإمكانيات وتقديم تجارب وطنية خالصة وصادقة وناجحة نقلت حياة المواطن من درجات الفقر والمعاناة والتضييق إلى حياة وواقع الإنجازات الاقتصادية الكبيرة والتي انعكست على حياة وواقع المواطن في كثير من الدول والبلدان ومع كل هذه التجارب والتحديات المستقبلية الكبيرة نعود ونطرح ما بدأناه من أسئلة هل يصلح الدكتور مصطفى مدبولي لرئاسة الحكومة خلال السنوات القادمة

إننا لا نمتلك رفاهية الوقت فنحن في صراع وسباق مع الزمن والكثير من الأزمات والملفات تطاردنا.  تطاردنا خيوط ثقة المواطن والتي أصابها الوهن والضعف تطاردنا فرص التجربة المصرية الحقيقية المتفردة لتقديمها للداخل والخارج تطاردنا تحديات الدفاع عن الهوية والثقافة المصرية الأصيلة تطاردنا فرص تغيير واقع الحياة السياسية بما يليق بتاريخ وحاضر ومستقبل مصر تطاردنا فرص مجابهة أحلام وطموحات الشباب في تجريه مصرية يتعايشون معها ويشعرون أنهم جزء أصيل في تكوينها وتقديمها للتاريخ يطاردنا الملل من واقع غير محدد وغير مفهوم

زر الذهاب إلى الأعلى