مقالات الرأى

محمد عبد النور يكتب : سنة جديدة

0:00

ايام جديدة فى سنة جديدة جعل الله لحضراتكم فيها كل الخير و السعادة ، و الحقيقة كنت اتمنى ان اكتفى فى هذه السطور بالتهنئة بالعام الجديد و لكن العام الراحل لم يرد الانصراف قبل ان يقدم فى ايامه الاخيرة مشهدين ربما قدما المحصلة النهائية لشهوره وأيامه التى مرت فى عنوان عريض كعام قاسى بامتياز على المصريين و تفاصيل حياتهم اليومية بسبب ازمة اقتصادية لها أسباب خارجية واضحة من تداعيات جائحة كورونا تأثيرها على الاقتصاد العالمى أدت الى شلل فى التجارة العالمية وحركة الأسواق ، ثم حرب كونية بين أطراف العالم على أرض أوكرانيا فى منطقة تعد مركزا رئيسيا لإمداد العالم كله بمحاصيل غذاء استراتيجية.
وأسباب داخلية استدعت إقالة محافظ البنك المركزى السابق قبل ان تنتهى مدته و إقامة مؤتمر اقتصادى واسع يبحث فى مراجعات للأداء الاقتصادى و اجراءات حكومية ببرامج اجتماعية داعمة تحاول السيطرة على الأسواق التى انفلت زمام اسعارها الى ابعد مدى ، و حالة عدم اليقين عند رؤوس الأموال و المستثمرين و رجال الأعمال و قد انسحبت دولارات الأموال الساخنة ، و لجأت رؤوس أموال مصرية الى إعادة تموضع كحال الابنتين فريد خميس اللتان باعا اسهمها فى شركة الأب النساجون الشرقيون المصرية و أعادوا شراءها مرة أخرى بشركة انجليزية يمتلكانها كمؤشر عملى كاشف لحجم الأزمة الاقتصادية.. و هذا مشهد .. خرجوا مصريين و عادوا إنجليز.
و المشهد الثانى لرئيس الوزراء د. مدبولى الذى قرر الانتقال الى الإسكندرية لمتابعة الافراجات الجمركية عن مئات الأطنان من المواد الخام والسلع المحتجزة والتى تكدست منذ فبراير الماضى كنتيجة مباشرة لقرار محافظ المركزى السابق بفرض نظام الاعتمادات المستندية و الذى فى تقديرى تسبب فى خنق الأسواق و ارتباكها بغض النظر عن توفر الدولار من عدمه و الذى ألغاه المحافظ الجديد وأعاد العمل بنظام مستندات التحصيل بغض النظر ايضا عن توفر الدولار من عدمه.
و هو مشهد مع التصوير الجوى لزيارة رئيس الوزراء و إذاعته – فى تقديرى – رسالة طمأنة للسوق فى أن الوضع المرتبك بدأ فى الاستقرار و بالتالى ستعود حركة الاسعار الى وضعها الطبيعى المنطقى من جانب ، و بالتالى عودة اليقين الى رؤوس الأموال المصرية و المستثمرين الأجانب فى العودة الى السوق المصرى ، ومن ثم يصبح العام الجديد أقل حدة وأقل قسوة على تفاصيل الحياة اليومية للملايين من بسطاء المصريين ، او هكذا اتمنى فى سنة جديدة ، متعكم الله بكل خير و صحة و سعادة.

زر الذهاب إلى الأعلى