دراسة أزهرية تؤصل لفكرة (المكي والمدني) في الحديث لمعرفة أولويات الخطاب التشريعي
بوابة مصر الآن
أكدت دراسة علمية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة أهمية تحديد المكي والمدني في الحديث النبوي الشريف للمساهم في معرفة المقاصد والأسس التي بنى عليها التشريع الإسلامية وكذلك أولويات الخطاب التشريعي والتدرج في الأحكام.
وأكدت الدراسة التي أعدها الباحث مالك حسن السيد خطاب الخطيب والإمام بالأوقاف وحصل بها على درجة الماجستير أن تصنيف الحديث النبوي إلى مكي ومدني على نحو ما تم في القرآن الكريم من الأسس المهمة في معرفة الأدلة وفهم دلالاتها. وتعد الدراسة محاولة لتأسيس وتأصيل فكرة (المكي والمدني) في الحديث النبوي, ومعرفة القرائن والأمارات التي تعين على حصر تلك الضوابط في أبواب الصحيحين و تحديد خصائص الأحاديث التي يستشهد بها في مراحل التشريع, وما يترتب عليها من فقه الأولويات.
ولفت الباحث إلى أن تصنيف الروايات إلى مكي ومدني له أهمية في مجالات عدة عند العلماء، سواء في بيان الدلالات، أو في دفع التعارض، أو في تقوية الروايات. وعمد الباحث إلى استقراء أحاديث الصحيحين للإمامين البخاري ومسلم، وحصر الضوابط التي تميز المكي والمدني من تلك الأحاديث النبوية.
وترجع أهمية الدراسة إلى أن تصنيف الحديث النبوي إلى مكي ومدني قد يستفاد منه في معرفة المقاصد والأسس التي بني عليها التشريع الإسلامي في عصر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتساعد في دفع مايوهم ظاهره التعارض الذي قد يرد بين بعض الروايات المتعددة بحسب المراحل التي مر بها الحديث النبوي، ولذا فإن معرفة تاريخ الحديث النبوي يساعد على فهم معناه، وتحديد دلالاته بدقة، ومن خلال التحديد يمكن تحديد الناسخ والمنسوخ و معرفة الأحاديث التي كان لها دور في التدرج في تشريع بعض الأحكام التشريعية، و معرفة أولويات الخطاب التشريعى.
وأوصت الرسالة بإجراء مثل هذه الدراسة على بقية كتب الحديث النبوي الشريف لمزيد من التتبع للمكي والمدني من الحديث النبوي في الكتب الستة والصحاح والموطآت والمسانيد والجوامع. ودعت إلى دراسات مماثلة حول كتب السيرة النبوية لاكتمال منظومة ضوابط معرفة المكي والمدني من الحديث النبوي، كما دعت الرسالة إلى الاهتمام بعلم المكي والمدني من الحديث النبوي, وتدريسه في المعاهد الأزهرية والكليات الشرعية.
تكونت لجنة الحكم على الرسالة من كل من الدكتور جلال الدين إسماعيل عجوة. أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة, وعضو هيئة كبار العلماء. والدكتور حسن أحمد واكد. أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالمنصورة، (مشرفين)، وكل من الدكتور محمد محمود أبو هاشم. أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالزقازيق وأمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور رضا زكريا محمد عبد الله. أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة،(مناقشين).