في قاعة متواضعة بديوان عام محافظة سوهاج، لم تكن الطاولات ولا الميكروفونات هي ما لفت أنظار الحضور، بل كان الحضور الطاغي لشخص المحافظ، اللواء عبد الفتاح سراج، وهو يدخل اللقاء الجماهيري بابتسامته الهادئة ونظرته التي تخترق قلوب الناس قبل أن تستقر على ملفاتهم.
منذ بداية اللقاء كان المشهد مختلفًا، لم يكن لقاءً تقليديًا يُقرأ فيه بيان وتُرفع فيه أوراق، بل كان مساحة حقيقية للاستماع لوجع البسطاء، الذين ضاقت بهم الحيلة، ووجدوا أنفسهم أمام مسؤول يعرف جيدًا أن الكرسي لا يحمي من صرخات الشارع، وأن الناس لا تنتظر الوعود بل تنتظر من يمدّ يده لهم.
جلس سراج بين المواطنين، لا أمامهم، وكأنّه واحدٌ منهم، لم يطلب من أحد أن يختصر شكواه، ولم يقاطع متحدثًا، بل كان يسجل، ويستمع، وينظر في العيون مباشرة، حيث استمع المحافظ إلى العديد من الشكاوى والطلبات المتنوعة، والتي شملت توفير فرص عمل، والعلاج على نفقة الدولة، والحصول على مساعدات اجتماعية، ومعاشات “تكافل وكرامة”، إلى جانب طلبات خاصة بترخيص الأكشاك، وتيسير إجراءات التصالح في مخالفات البناء.
كما سلم المحافظ عدد من الكراسي المتحركة للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مبادرة ” نحو مجتمع دامج”، موجها بتطوير المبادرة وإطلاق المرحلة الثانية، وعدم الاكتفاء بتسليم الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة، وتكثيف المزيد من الجهود لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأندية الرياضية، والأنشطة الثقافية والمجتمعية المختلفة لكي تحقق المبادرة أهدافها، وتوفير فرص العمل المناسبة لهم، والإتاحة المكانية في جميع المصالح الحكومية والشوارع، وصولا إلى مجتمع دامج حقيقي لخدمة ذوي الإعاقة .
وأكد ال
