راندا الهادي تكتب : فَتِّش ألبوم الصور
فَتِّش ألبوم الصور .
زمان كان السؤال المعتاد للكشف عن ماهية علاقتك بأي شخص : عاشرته؟ وإذا كانت الإجابة : لا ، بيكون الرد : يبقى متعرفوش .
إذن المعاشرة كانت الشرط الأساسي في المعتقد السائد عندنا للحكم على معرفتك لأي شخص ، استنادًا إلى أن المعاشرة توفر لك إدراك طبيعة شخصية من هو أمامك في كل حالاته ، وهذا تفسير مقنع عند الكثيرين ، ولكن بما أننا في عالم التغير فيه هو الحقيقة الثابتة حتى الآن ، فهذا الاعتقاد تغير بدرجة كبيرة من وجهة نظري ، حيث ظهرت مع التكنولوجيا الحديثة والتطور المتسارع آلياتٌ جديدة يمكن من خلالها وببساطة إدراك طبيعة الشخص الذي أمامك دون الحاجة لمعيار المعاشرة .
يأتي في مقدمة هذه الآليات ( جاليري الصور ) أو الألبوم – باللغة العربية- ، هذا التطبيق الموجود على كل هواتفنا المحمولة والمتاح كجزء أصيل من استخدامات الهواتف منذ بداياتها المبكرة ، أمسى كاشفًا لشخصية من يحمله ، وسأضرب هنا العديد من الأمثلة للتوضيح ؛ إذا كان الجاليري يتكون في غالبيته من صور مع العائلة في المناسبات المختلفة فهذا الشخص ودود واجتماعي ومحب لأسرته ، يحترم التزاماته ومقدر للمسئولية ، أما إذا كان الجاليري يضم في غالبيته صورًا للأصدقاء والشلة والخروجات المختلفة معهم ، فهذا الشخص – إذا كان متزوجًا- غير مسئول ، يفتقد الاحتواء داخل بيته ، عاشق للحرية ويخاف الالتزام .
مازلنا نضرب الأمثلة ، إذا احتوى الجاليري في مجمله على صور تعكس طبيعة مهمة من يحمله ؛ أي أمور متعلقة بعمله ويندر به أي وجود لذكريات عائلية ، فهذا الشخص عملي برجماتي ، مهمل بشكل ملحوظ لعائلته وفي أحيان كثيرة يكون حريص على المال أو لنقل (بخيل) ، أما الجاليري الذي يعكس في الكثير من صوره منتجات ومستحضرات التجميل والبشرة فهذا شخص نرجسي يهتم بنفسه وغالبا ما يكون شخص متسرع ، مهمل ، قراراته وليدة اللحظة ، لا يجيد الإدخار أو التوفير .
هذه فقط عينة من دور الجاليري أو تطبيق ألبوم الصور على الهواتف المحمولة في عكس طبيعة شخصية الإنسان الذي تتعامل معه ، مع التنبيه أن هذه النظرية المطروحة في الأسطر السابقة هي وليدة رؤيتي الخاصة وملاحظاتي الشخصية لا أكثر ولا أقل ، ومن يرد منكم التثبت من صحتها عليه فقط أن يستأذن من يريد معرفة شخصيته في رؤية الجاليري الخاص به وإعمال العقل لإدراك ماهية هذا الشخص وأولوياته في الحياة من خلال ما يجمعه من صور ، ولنجرب لعلها تنجح معكم كما نجحت معي … بالتوفيق .
