مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب : ثلاثى الشرقية” الذين فقدناهم في “مارس”

13 و27 و30 مارس، ثلاثة تواريخ يمثل كل منها يوم لذكرى رحيل عبقرى من عباقرة مصر وقوتها الناعمة، ثلاثى حفروا أسماؤهم في تاريخ الفن المصرى، وفى قلوب الناس، جمعتهم محافظة الشرقية كمسقط رأسهم، وما أكثر أبناء الشرقية من العظماء الذين لا يكفيهم عشرات المقالات، منهم اعظم اقتصاديي مصر طلعت حرب، والزعيم احمد عرابي، وصديقه خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم، والعظيمة نبوية موسى، وطبيب القلوب مجدى يعقوب، والمفكر خالد محمد خالد، وغيرهم من العظماء حقا، أما الثلاثى الراحلين في شهر مارس، والذين ارتبط بهم الشعب العربى أجمع بل وكانوا أقرب للعالمية، هم عبدالحليم حافظ وأحمد زكى وعبدالله غيث، ثلاثى يمثلون القوة الناعمة للفن المصرى على مدار تاريخها، مطرب يمتلك من الأحاسيس ما لم يسبقه أو يصل إليه أحد حتى الآن، وممثل سينمائى كان له من الأدوار المتنوعة وعبقرية التمثيل ما جعل فنان عالمى بحجم عمر الشريف يطلب منه بإلحاح تعلم اللغة الإنجليزية ليقدمه إلى هوليوود، ولكنه لم يفعل، وفنان محسوب على المسرح أكثر من السينما طاف بمسرحياته ومسلسلاته التاريخية العالم العربى أجمع، وبدور سينمائى بعد بداياته بفترة قليلة، جعله ينافس نجم عالمى بحجم انتونى كوين، ليقول عنه وقتها إنه يحمد الله أنه لا يمثل في هوليوود وإلا كان سينافسه حقا، كم نحن محظوظون بوجود حليم وزكى وغيث في تاريخنا الفني، عندما نستشهد بقوتنا الناعمة دائما ما يكون هذا الثلاثى حاضرا بقوة، ولكنى أرى أن الثلاثى ظلموا أنفسهم أيضا، فعبدالحليم الذى رحل عن دنيانا في 30 مارس 1977، عندما فكر أن يستغل طاقته في التمثيل فقط بعيدا عن الغناء، كان قد تملك منه المرض وتوفى وهو لا يزال في أوج مراحل العمر، وأحمد زكى الذى رحل في 27 مارس 2005، كثيرا ما رفض أدوارا أصبحت علامات في السينما المصرية، وذلك لأسباب واهية، بجانب أنه رفض نصيحة عمر الشريف بتعلم الإنجليزية ليقدمه إلى منتجى هوليوود، أما عبدلله غيث الذى رحل عن دنيانا في 13 مارس 1993، فلم يستغل موهبته العظيمة في السينما، واكتفى بها في المسرح والدراما التليفزيونية، بالتأكيد لا أذم في”أبوالفنون”، ذلك الفن العظيم الذىى ارتبط بالحضارات القديمة، ولكن السينما هي التوثيق في كثير من الأحيان، فكما قدم لنا غيث شخصية حمزة بن عبدالمطلب، عم الرسول عليه الصلاة والسلام، كنا نتمنى أن نراه في 100 شخصية أخرى، ما بين شخصيات تاريخية وواقعية، وهو ما أتمنى ألا يقع فيه فنانين آخرين في وقتنا الحالي أو مستقبلا، ورحم الله ثلاثى الشرقية المبدع الذين اختطفهم شهر مارس، وحرمنا من استكمال طريق ابداعاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"