مقالات الرأى

مشيرة موسي تكتب : المكافأة

دلوقتي بعد ما وصلت للسن اللي انا فيه … وفخورة ومستمتعة بيه … عايزة اقول لكم نصيحة فصيحة …دي علي فكرة سر من أسرار النجاح والاستمرارية … والرضا كمان … اتعلموا بعد ما تحققوا اي نجاح … اتعلموا تكافئوا نفسكم …اتعلموا تهادوا نفسكم بأي حاجة انت بتحبوها …مش لازم تكون حاجة غالية … لا أبدا … ممكن تكون شوكلاتاية وفنجان قهوة …وممكن طبعا تبقي هدية فخيمة … المهم تكون حاجة بتبسطكم … ليه بأااااه انا افتكرت اقول كده … علشان اخيرا حققت واحد من أحلامي المعلقة … الحلم بدأ من زمان جدا … وانا لسه في بيت ابويا … حلم عقد “صالون ثقافي ” …الحلم اخذ أشكال كثيرة متنوعة … ومع مرور الوقت وزيادة المسؤوليات … تراجع الحلم وان لم يختف من قائمة الأحلام … في احد الأوقات فكرت ان يكون الصالون بأسم مؤسسة الأهرام … استأذنت الاستاذ ابراهيم نافع ، وكنت وقتها اقوم بتغطية وزارة الثقافة والآثار … وفاتحت الوزير المحترم فاروق حسني في الموضوع وسألني ببساطة عن طلباتي لتحقيق هذا الحلم … قلت بمنتهي الثقة اللي في الدنيا … “عايزة سبيل من اللي الوزارة انتهت من ترميمه ” … لم يستغرق الآمر دقائق … والله علي ما اقول شهيد … بعد مكالمة تليفون الي الاستاذ صلاح شقوير مدير صندوق التنمية الثقافية في حينها … تكرم الرجل بالنزول معي في أكثر من جولة لاختار السبيل المناسب … وفي نهاية الآمر وقع الإختيار علي السبيل المناسب … تم رفع المقاسات ووضع التصور الأمثل للأثاث بالقاعات … وجاء دور الأهرام …والذي اعتقدت ان المسؤولين ” هيطيروا من الفرحة “بهذا الاتفاق … وان اللوحة الرخامية التي ستحمل اسم “صالون الأهرام الثقافي ” ستضيف مجدا جديدا للمؤسسة … كان كل المطلوب من المؤسسة وقتها سداد مبلغ ٢٠ الف جنيه مقابل تصنيع الأثاث الخشبي المطلوب والمناسب للسبيل الأثري الذي وقع اختياري عليه … جاء رد المؤسسة صادما بمعني الكلمة … حيث أبلغني الاستاذ سامي متولي مدير التحرير … إن امكانيات الأهرام لا تسمح بانفاق هذا المبلغ … كدت اصاب بالذبحة الصدرية … ففي حينها كانت امكانياتي انا تسمح بسداد هذا المبلغ (٢٠ الف جنيه )… وانتهي حلم صالون الأهرام الثقافي … تراجع الحلم مرة اخري وان لم يختف … وعند بلوغي سن التقاعد … عاد الحلم ليراوغ الخيال بالحاح هذه المرة … هل يمكن أن يتحقق الحلم … كنت اول من تقاعد من صديقاتي ( اشتهرت مجموعتنا بأسم “جروب نفرتيتي ” من شدة حبنا للأثار )… وفاتحتهن في فكرة الصالون …وجاءت الموافقة بالإجماع … ورغم الموافقة والحماس الا ان الآمر قد استغرق ٩ أعوام كاملة ليتحقق … تخللتها سنوات الكورونا وغيرها من الاحداث …ولكن اخيرا تحقق الحلم … لن تصدقوا الصدفة … تحقق الحلم عن طريق صندوق التنمية الثقافية … فبعد أن استمع إلي تصوراتنا الاستاذ الدكتور هاني ابو الحسن مدير صندوق التنمية الثقافية …قرر منحنا فرصة إقامة صالون ثقافي شهري ” صالون نفرتيتي ” يعقد تحت مظلة صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة …ويوم الأحد الموافق ٧ مايو احتفلنا في ” قصر الأمير طاز ” بعقد اول صالون ثقافي يحمل اسم ” صالون نفرتيتي ” ناقشنا فيه قضية المركزية الافريقية المعروفة ب “الافرو سنتريك ” واحدة من أهم قضايا الساعة التي تهدد الهوية والحضارة المصرية … مش بس كده في نهايةالصالون امتعنا صديقنا الرائع “كرم مراد” بعوده والاغاني النوبية الجميلة …. أخيرا تحقق الحلم …فرحتي وفرحةصديقات العمر …كاميليا عتريس ووفاء عبد الحميد وأماني عبد الحميد و نيفين العارف وفتحية الدخاخني … لا يمكن وصفها في كلمات قليلة … الصالون ولد كبيرا بضيوفه وجمهوره …وجاءت ردود الأفعال مبهرة … عارفين في نهاية الفيلم لما بينزل علي الشاشة اسماء كل من اشتركوا أو ساهموا بجهد … من اول المخرج لحد عامل البوفيه … احنا كلنا عايزين نشكر كل من ساهم في نجاحنا وخروجنا في الصورة المشرفة دي… نرجع بأااااه لسبب كل الحكاية الطويلة دي … طبعا احنا “صالون نفرتيتي ” ومجموعة صغيرة جدا من الأصدقاء الذين حضروا اللقاء خرجنا لتناول العشاء …كنا كلنا جوعانين ومش واكلين من اليوم اللي قابله …طولت عليكم …قولوا آه بأااااه واكسفوني …طيب باختصار انا لسه بفكر اهادي نفسي بإيه … فبعد ان تحقق هذا الحلم الجملي الذي استغرق سنوات طويلة للتحقق … اكيد الموضوع محتاج اكثر من قهوة وشوكلاتاية … النصيحة الفصيحة علموا أولادكم طولة البال …وعدم اليأس … وان كل حاجة بتيجي في ميعادها ان شاء الله …
زر الذهاب إلى الأعلى