مقالات الرأى

مشيرة موسي تكتب : الخطاب الأخير

عزيزي يا من كنت عزيزي ...

عزيزي يا من كنت عزيزي …
بعد السلام والتحية … اليوم وبعد سنوات طويلة جدااااااااا … من توقفي عن عادة كتابة الخطابات اليك … أحسست برغبة شديدة في كتابة الخطاب الآخير إليك …
تتذكر رسائلي المليئة بكلمات الحب والتشجيع … تلك الوريقات الصغيرة الملونة … تلك الوريقات التي كنت ادسها في احد جيوبك … أو في كيس السندوتشات التي كنت أعدها لك كل صباح بكل الحب … هل تتذكر كيف كنت انتظر عودتك … هل تتذكر كيف كنت اساعدك طوال فترة دراستك العليا … هل تتذكر انني لم اشكو يوما غلظتك وانني كنت أجد لك الأعذار … هل تتذكر كم كنت قاسي القلب عندما هجرتني ناعتا اياي ب ” الارض البور ” … هل تتذكر تضرعي إليك الآ تهجرني … هل تتذكر كيف أعلنت زواجك من جارتنا بعد طلاقنا بيوم واحد …
اليوم اعلنك انني عائدة توا من حفل مناقشة ابني البكر لرسالة الماجستير … اليوم اعلنك ان ابنتي الصغيرة سنصبح أجمل عروس قريبا جدااااااااا … اليوم اعلنك ان افضل قراراتك علي الإطلاق … كانت هي ان تطلقني …
اليوم اعلنك انني اشكر الله في كل لحظة علي انقاذ روحي في الوقت المناسب … اليوم اعلنك انني اقرأ الفاتحة علي روح زوجي الراحل الحبيب في كل وقت … اليوم اعلنك انني تزوجت ” سيد سيدك ” … اليوم اعلنك ان الله قد أكرمني بزوج رائع أعاد لي الثقة بنفسي …بل أعاد لي القدرة علي الضحك والغناء مرة اخري … اليوم اعلنك ان الله قد وهبني الأبناء بعد ان كنت قد فقدت الأمل … وانني قد عرفت معني الأسرة الكبيرة بعد ان كنت قد نسيت معني كلمة أقارب …
اليوم اعلنك ان الله قد أكرمني … وإنني الحمد لله … اسعد خلق الله رغم رحيل منقذي … اليوم اعلنك وبعد أن رأيتك عن بعد … ولأول مرة منذ سنوات طوااااال … انني قد تخلصت من كل اثارك السامة التي امرضتني لسنوات …
اليوم … اكتب لك الخطاب الأخير … واليوم ايضا امزق هذا الخطاب الأخير بيداي وانا اتمتم بكلمات الحمد والشكر … متمنية من الله السعادة لكل الابناء وان يبعد عنا كل أنواع العلاقات السامة “التوكسيك”…

زر الذهاب إلى الأعلى