مقالات الرأى

مشيرة موسى تكتب : علموا أولادكم الرفق بالحيوان

0:00

انا بحب الكلاب…ده يضايق حضرتك في ايه؟؟؟انا عندي كلاب جوه البيت…ده يؤذي مشاعر حضرتك في ايه؟؟؟الحقيقة في ناس زودتها شويتين تلاتة…هما قرروا من نفسهم كده،يعينوا نفسهم اوصياء علينا…ليه؟مش عارفة…من كام سنة كده …عرض أحدهم الزواج مني…الأمور الحلو….كانت اولي طلباته….تخلصي من كلابك…اه والله…تصوروا…طيب قولوا انتم…بإمارة ايه؟؟؟
صديقة لابني ،أثناء تبادلنا نفس الشكوي،اوضحت بايجاز انه ليس من حق هؤلاء ان يحكموا علينا… وايضا ليس من حقنا الحكم عليهم،فقد يكونوا مروا بتجربة مريرة،تسببت في هذه الكراهية….هذا الكلام العاقل المتزن،ذكرني بواقعة قديمة جدااااا…ففي احد الآيام نسي احد ابنائي ساندويتشات المدرسة،فطلبت منه الصعود بسرعة قبل وصول باص المدرسة،وصعد جريا وهو يدبدب بحذائه ونزلت انا جريا لاقابله في منتصف الطريق…وفجأه وبدون وعي صرخت من الآلم…ففي منتصف المسافة أيضا كانت هناك قطة علي السلم خافت من هجمتنا نحن البشر…فجاءت هجمتها المرتدة لتصيب ساقي وهو ما ترتب عليه ٢١ حقنة في البطن(كان هذا هو العلاج المتاح وقتها)…وترتب عليه كراهيتي لجنس القطط لفترة طويلة… حتي بدأت اتبني فكرة العفو والسماح…
نرجع للكلاب…احلي وأطيب واذكي المخلوقات…في مصر الجديدة وبعد زواج الأبناء…اهدتني صديقة عزيزة احلي جرو جيرمان شيبرد(٤٥ يوم)…ولما كنت اعيش وحدي وابني الكبير خارج البلاد… كلمت ابني الصغير المهووس بالكلاب وقلت له “في واحدة ألمانية هتيجي تعيش معايا”، واستعجب ابني وقال لزوجته “مش عارف ماما بتعمل ايه” ؟؟؟وجاء ليقابل الألمانية التي وقع في حبها لحظة ان استقبلته…اقول لكم سر… زياراته أصبحت شبه يوميه…تصوروا…وبعدها احضر ابني لي كلبة بودل سوداء لتلعب مع الألمانية… وكنت اصطحبهما يوميا الي الحضانة(مكتب ابني)ليرعاهما حتي عودتي من العمل…ممكن كده تقولوا ايه عيلة المجانين دي؟؟؟بس احنا ايه اتعلمنا ما نحكمش علي حد…مش كده ولا ايه؟؟؟
علاقتي بالكلاب فيها الكثير من الحب والمواقف الجميلة وفيها أيضا الكثير من الألم فقد ماتت الألمانية فجأة وماتت البودل بعد اصابتها بالسرطان وماتت كلبة لبرادوراخري نتيجة تسممها لأنهم هنا في الشيخ زايد،يسممون الكلاب وقطط الشوارع…الآن كلابي الجولدن ريتريفر لا تخرج الي الشارع خوفا عليها…ولذلك فقد تركتها تمرح في نصف البيت،وتركت للضيوف نصف البيت…فارجو الا يكلمني احد عن الحرام والحلال والملائكة والبركة وان الأفضل أن أنفق مالي علي ‘البني ادمين’ فقد انقذتني كلابي عدة مرات من موت محقق…انا ممكن كمان انصح الكبار بتبني الكلاب، هذه المخلوقات الجميلة، لأنها بالتأكيد ستعوضهم عن وحدتهم.
ملحوظة اخيرة…الكلاب تحب تعيش في جماعة…كلاب الشارع مش مسعورة…اذا تركتم لكلاب الشارع بقايا طعامكم سيدافعون عنكم بحياتهم…الكلاب لا تهاجم الإنسان الا دفاعا عن نفسها…علموا أولادكم الرأفة بالحيوان…باختصار…ربوا عيالكم….

زر الذهاب إلى الأعلى