مقالات الرأى

محمود مطر يكتب: أبيض وأسود .. أم العروسة

شخصيا لا أمل من مشاهدة فيلم ام العروسة الذي أخرجه عاطف سالم وقام ببطولته عماد حمدي وتحية كاريوكا وسميرة احمد ويوسف شعبان وحسن يوسف ومديحة سالم عن قصة عبد الحميد جودة السحار وسيناريو وحوار عبد الحي اديب ..والذي كان عرضه الاول في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1963
هذا الفيلم ذو الطابع الاجتماعي الكوميدي يعد من كلاسيكيات السينما المصرية ويمكن اعتباره دفتر احوال للأسرة المصرية المتوسطة في ستينيات القرن الماضي ..يمكننا أن نتعرف على صورة مقربة للواقع والسياق الاجتماعي في ذلك العصر من خلال حسين مرزوق امين الخزنة وزوجته ربة المنزل زينب وأبناؤهما السبعة .. أكبرهم احلام التي أنهت دراستها المتوسطة ..ليتقدم لخطبتها عريس هو المهندس جلال مصطفى علوان ..هنا تتركز الحبكة الفنية لهذا الفيلم الجميل ونستطيع أن نتعرف ببساطة وباستمتاع.. على الواقع الاجتماعي المصري بتفاصيله الصغيرة المبهجة في ذلك الوقت .. منها مثلا أن يطلب الأبناء من والدهم ما يريدونه من احتياجات إضافية لأن علاوته زادت بمبلغ ثلاثة جنيهات ونصف تقريبا ..وان الأسرة تخصص جنيها واحدا – بحاله- لشراء الفاكهة كل شهر وان غرفة نوم العروس يمكن شراؤها بمائة جنيه .. ومنها ايضا ان الأنشطة الفنية مثل العزف والغناء والمسرح كانت مسألة أساسية في المدارس ..فواحد من أبناء حسين افندي مرزوق يجيد العزف على العود الذي تعلمه في المدرسة و ويمارس هوايته بشكل متواصل ثم طقوس الفرح البسيطة والجميلة والرائعة وكثرة المعازيم ..ثم المشهد العبقري في سياق الفيلم الذي أكد على صلابة نسيج المجتمع في ذلك الوقت ..قبل أن تظهر موجات التطرف البغيض ..فحين اختلس حسين مرزوق مائة وخمسين جنيها من عهدته لإتمام زواج ابنته وهو يخطط أن يعيدها بعد أن يقوم باستبدال معاشه لم يجد سوى صديقه في العمل مرقص افندي الذي أدى شخصيته الفنان اسكندر منسي ليسر إليه في خطاب بما ارتكب وقبل أن يتم اكتشاف الأمر يتطوع مرقص افندي ويضع المائة وخمسين جنيها في عهدة حسين مرزوق لينقذه من الضياع وليكون مشهد العناق بين حسين ومرقص خير ختام لهذا الفيلم الذي قدم بشكل فني صورة بانورامية حقيقية للمجتمع المصري في ستينيات القرن الماضي ..ما أحوجنا إلى فن كهذا ..يتبنى قضايا الناس ويعبر عنها

زر الذهاب إلى الأعلى