عبد المعطى أحمد يكتب: وانتصف شهر الرحمة والمغفرة
اليوم وقد انتصف شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار, لننتهز الفرصة ونسارع باغتنام ماتبقى من أيامه المباركة تقربا إلى الله بالنية الصادقة والاخلاص, وبسط الوجه والكرم والصفح عمن أساء والعفو المغفرة , ونبذ الخلافات والشحناء ,وإصلاح ذات البين , وإصلاح النفس, ولنكثر من الذكر والاستغفار والدعاء, ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ثلاثة لاترد دعوتهم:الإمام العادل, والصائم حين يفطر , ودعوة المظلوم, يرفعها الله فوق الغمام, وتفتح لها أبواب السماء , ويقول الرب تبارك وتعالى: “وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين”(رواه أحمد, والترمذى, وابن ماجه), وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كان النبى “يتعوذ من سوء القضاء , ومن درك الشقاء,ومن شماتة الأعداء ,ومن جهد البلاء” (رواه مسلم). اللهم آمنا فى أوطاننا,واكفنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن,واكفنا شر الفساد والمفسدين,وليفق كل تاجر دعته نفسه لاحتكار السلع والتلاعب فى أسعارها, وليعلم أن زيادة الرزق فى بركة الله, والله غالب على أمره.
• قال تعالى :”ويل لكل همزة لمزة”, فماهو الهمز واللمز؟ الهمز: بالفعل كأن يعبس بوجهه, واللمز: باللسان.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”استوصوا بأقباط مصر خيرا , فإن فيهم صهرا وذمة”,ويكفى مصر فخرا أن أم سيدنا اسماعيل وجدة الحبيب صلى الله عليه وسلم سيدتنا هاجر كانت مصرية , بينما كانت زوجه السيدة ماريا ووالدة إبنه إبراهيم قبطية, فالمصريون هم أخوال قريش, وهذه هى وصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم, ومصر بلد الأنبياء , فقد استغرقت رحلة العائلة المقدسة من رفح شمالا حتى جنوب غرب أسيوط ثلاث سنوات ونصف, وعاشوا فى دير المحرق بأسيوط 6شهور. كما زارها سيدنا إبراهيم عليه السلام,وعاش فيها سيدنا يعقوب وأنجاله ومنهم سيدنا يوسف الذى أصبح أمينا على خزائن مصر. هذه رسالة ود لأقباط مصر كى نبر إليهم, فقد عاشوا معنا فى السراء والضراء واختلط الدم المسلم بالقبطى على أرض سيناء الغالية,وكلنا أبناء مصر.
• هناك شعوب تقدمت بفضل القيم الموروثة لديها ليس إلا, ونحن نتميز عن تلك الشعوب بتمسكنا بالدين الذى يشمل أمور الدنيا والآخرة, وكان من الممكن استغلال هذا الشهر الكريم فى الدعوة إلى إحياء قيم المجتمع من خلال الدراما التليفزيونية والبرامج الرمضانية والخطب الدينية أثناء التراويح , وذلك لإبراز الجوانب الأخلاقية التى يحث عليها الدين إلى جانب القيم المجتمعية التى يشتهر بها المصريون من شجاعة وإقدام ومروءة وكرم وحسن معاملة لعل ذلك وعسى أن يرمم سلوكيات البعض, لأن الإصلاح يحتاج الكثير من الأفعال وليس الأقوال.
• عن مهرجان التسول الكبير فى الشهر الكريم أقول:إنه حقا مهرجان بكل المعانى, ففى الشارع تراهم متراصين على جانبى الطريق, ويفعلون كل حركات الدنيا لابتزاز المواطنين. فى الإشارات يهجمون عليك كالجراد, وعند المطبات الصناعية يعترضون طريق السيارات بشكل يعرضهم للخطر, وتصل جرأة البعض بالخبط على السيارات والنوافذ الزجاجية, ويأتون بأفعال وسلوكيات لايرضى عنها الله ورسوله خاصة وقت الأذان . المشهد مهين للمصريين, وتشويه للبلد, والظاهرة أصبحت تؤرق المجتمع بعد أن تفاقمت بشكل لافت للنظر, وأصبح التسول مهنة احترافية تدر دخلا قد يفوق راتب موظف الحكومة!فإلى متى؟ مطلوب القضاء على الظاهرة , ووضع حد للزبال الوهمى, وكشف النسوة اللائى يستغللن الأطفال المعوقين لاستعطاف الناس والشحاذة عليهم,,وجمع أطفال الشوارع المتسولين, وإلحاقهم فى مراكز تدريب وتعليم كل واحد منهم حرفة يعيش منها حتى تختفى هذه المناظرة المؤذية.
• الصيام فريضة إسلامية وفريضة مسيحية ويهودية,وتضم كل الأديان,وكل يصوم حسب تعاليم دينه,أما أغرب صيام فهو صيام بعض الحيوانات والطيور مثل:
1- سمك السالمون الذى يصوم أثناء هجرته من المحيط إلى المياه العذبة ليضع البيض ,فهو يصوم ليخف جسمه فيهرب من الصيادين.
2- قرد البابون يصوم عن أكل الفواكه الشديدة الحلاوة, حينما يشتد الحر, ويكتفى بأكل ثمار جوز الهند, وشرب مائها ليرويه فى البحر.
3- الفيلة تصوم فى بعض الأيام الممطرة حتى لاتتأثر جلودها من كثرة المطر.
4- صوم كثير من الحشرات عند البيات الشتوى حينما تأخذ طعاما بسيطا يكفيها طول موسم الشتاء وهى فى جحورها.