سيد البالوي يكتب: الدولة المصرية بين الأمس والحاضر (مسيرة بناء بأيدي مخلصين)
نستمع ونشاهد ونقرأ كل ما يحدث وكل ما يصدر ويبث وينشر عبر جميع الوسائل ونتساءل هل يوجد بداخلنا قلق على الدولة المصرية ؟
هل تسير الأمور تبعاً للصدفة أو تماشياً مع الواقع وهل صحيح أن الدولة المصرية ماشية بدعوات الناس وبركات الأولياء ؟
هل نحن دولة تُسرق فى كل صباح ومساء ، وهذا سبب تأخرنا عن ركب الصدارة والتقدم ؟
هل يسيطر على الدولة فكر طرد أبنائها وعدم الاحتفاء بهم إلا إذا احتفى بهم الخارج ؟
هل نحتاج إلى تجديد الخطاب الحكومي كما نحتاج إلى تجديد الخطاب الثقافي والديني والسياسي ؟
هل لا يوجد حلول فعلاً من الدولة للحد من فوضى المواقع والمهرجانات وغيرها من حوادث العصر المنتشرة؟
وعلى هذا أقول من يقول لك كل ماسبق فقد يكون كلامه صحيح ولكن يوجد ما هو أصح وهذا ما لا يقال !
الأصح أنه تم رصد ودراسة الحالة المجتمعية من رجال مخلصين أقسموا أن يعيدوا لمصر مكانتها وقيمتها واحترامها من كل الأمم واحترامها لأبنائها .
وما يُحدث لدينا بعض الريبة هو أن نرى شخصيات عليها الكثير من علامات الاستفهام تتصدر المشهد أو تعود أو مازالت مما يحدث بعض القلق على النتائج المنتظرة .
أقول للجميع والتاريخ يشهد من يتحملون المسؤولية لا يظهرون فى المشهد وأقرأ قوله تعالى (فأما الزبدُ فيذهبُ جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ فى الأرض ) سورة الرعد الآيه (١٧)
إذا تأملنا أحوال الدولة المصرية خلال العشر سنوات من حُكم الرئيس السيسي سنجد أن الدولة تسير على خُطى ثابتة للتغيير بترتيب الأولويات أو بمعنى أوضح فكر الحماية الوجودية للإنسان ، ويتحقق هذا من خلال رجال مخلصين رجال جميعهم فى الظل ولا يعنيهم أن يعرفهم أحد ولا يبتغون من أحد جزاءً ولا شكورا هم فقط جيل يسلم الراية لجيل وشهيد يلحق بشهيد ولا نراهم ولكن نرى أثرهم وعطرهم الطيب فى الأمن والعلم والبناء والتشييد .
كان من الضروري فى ترتيب أولويات الحماية للإنسان تأمين حياته من أفاعي الشر وكوارث الأمراض وفوضى العشوائيات والتكدس وضيق المنافذ وصيانة ادوات تقديم الخدمات بشكل عام حفظ أمن وكرامة الإنسان ثم تلى ذلك مرحلة مهمة جداً وهى تهيئة المجتمع للتحول من الاتكال على دعم الدولة إلى ترشيد الاستهلاك والسعى على تطوير الذات فليس من قواعد بناء الدول أن تستلف الدولة لتطعم أبنائها ولكن الصحيح أن يعمل الأبناء على اطعام الدولة حتى تستطيع أن تبني للمستقبل فكل جيل من الواجب عليه البناء لمن سيأتي من بعده.
وأكبر دليل على أن الدولة المصرية فى أيدي مخلصين من صقور رجال المخابرات ونسور وأسود قواتها المسلحة بمختلف الأفرع والتخصصات ما استطاعت مصر العبور من ازمة الكورونا العالمية التى عصفت بكُبرى الأمم وكانت مصر من ترسل للجميع المعونات الطبية من إنتاج قواتنا المسلحة ومن إحتياطي تصنيع مصانعنا الحربية بل والاكثر دقة أن صقور رجالنا كانوا على علم وتنبأ بالازمة والاستعداد لها قبل حدوثها بسنوات .
ثم تأتي أزمة المطامع الدولية فى الثروات والنفوذ الاقليمي والبحري وتكشر مصر عن أنياب قوتها وتنشأ القواعد العسكرية وتجري المناورة تلو الاخرى لتحذر الجميع فيتراجع الجمع وتحول الصحراء لثروات فيصبح للتراب ثمن .
والمستفاد والمراد قوله بعد الحماية الوجودية للإنسان المصري بات الوقت يسمح بالتطوير الفكري وسيتلاشى فى الفترات القادمة الزبد وسيمكث ما ينفع الناس وستتغير كل الأفكار السلبية التى جعلت من المصري يشعر بالغربة والتهميش وعدم الاهتمام .
وأصبح من الضروري إعادة بناء ثقافة الوعي فليس كل مايردد صالح للتنفيذ وليس كل طرح غير قابل للأخذ وجب علينا فى المرحلة المقبلة إطلاق التصحيح الثقافي لوضع كل كلمة فى مكانها الصحيح وعلى الوجه الأصح وعدم المساس بالقواعد الأساسية والأعمدة الرئيسية التى يقوم عليها المجتمع بل العمل على خلق بيئة حفاظ آمنة وجيل من المدركين قيمة تعظيم الوطن وجهود المخلصين.
هذا ما نثق فيه ويثق فيه كل مصري يعي ويؤمن ويدعم مسيرة بناء الوطن وإن جاءت على مراحل فهذا أجدر بأن تحقق النجاح الأكبر .