مقالات الرأى

زينب الإمام تكتب : الإيمان

لو كان لك مبدأ تؤمن بيه ماكنش السؤال ده يحيرك ..
كان هذا رد ابراهيم حمدي حين ساله عبد الحميد زاهر لماذا ضحي بنفسه وحياته ومستقبله وراحته من غير اي مكسب ..اي ان قتل رئيس الوزراء( الخائن من وجهة نظره لانه يتعامل مع المحتل في قراراته ) لم يجعل منه بطلا بل مطلوبا من العدالة ..!؟
هذا الحوار الذي لم يتعدي خمس دقائق في فيلم في بيتنا رجل عن قصة الاديب الكبير احسان عبد القدوس ..هو في حقيقة الامر مفتاح القصة وبطلها ..ان لم يكن مفتاح كل شخصية محركة للاحداث وفاعله وفق ما تؤمن به ..
..هذه النوعية من الشخصيات تتعامل علي انها الوحيدة القادرة علي القيام بما هو لازم وواجب .. قد تطلب المساعدة او غالبا تنفرد بالقرار ..هي مسألة مبدأ…وغالبا ما يكون لهذه الشخصية قدرة علي الاقناع ..
لكن يبقي امر في غاية الاهمية ويشكل حدا فاصلا للحكم علي صاحب المبدأ هذا ..او تلك النوعية من الشخصيات ..هو الاسلوب الذي اتخذته وحققت به هدفها بناء علي المبدأ ..الذي تؤمن به ..
اذا كان الاسلوب هو العنف ..وضعت في الميزان والحكم عليها ..واذا كان الاسلوب قوامه التعقل وكفاح لنيل الحق ..رفعت في مقام الابطال وصار مبدئها اقرب الي عقيدة التابعين ..
تلك سطور تناولت حياة شخصيات عايشناها في الواقع وبين اوراق قصص جمعت بين الحقيقة والخيال ضمت ايضا رؤية سطرها كاتبها .وهو يسجل موقفا وطنيا او صراعا بين اجيال او مواقف تاريخية ويتوجها باسم يحفر في الذاكرة ..
ويكفي ان تقول “في بيتنا رجل “اولا تطفئ الشمس !…او لا شئ يهم !!..وهل اذ ذكرت الثلاثية او ميرامار او الشحات او السمان والخريف .واولاد حارتنا !.تحتاج الي ذكر نجيب محفوظ وانه صاحب نوبل ..
تذكرت احسان ونجيب وغيرهم كثر من كنوز الادب والقصص في ارضنا وانا اتابع بعض من فيض الخواطر المعاصرة التي تسلسلت تشغل بال القاصي والداني وتحولت الي جزء من حياتنا اليومية وتساءلت لماذا لا نزيل عنهم ستار النسيان ونضئ عليهم نورا ونعترف بثراء ما تركوه لنا ..ولنا ايضا ان ننتقي من جاءوا بعدهم وصاروا علي دربهم ..
ان تعمل عن ايمان بمبدأ نشر الوعي والثقافة والنهوض بمجتمع يموج باختلاف الذوق والتذوق والقدرة علي الاستيعاب ..لابد من مراعاة حسن اختيار من يمثلهم وقادر علي ان يجعلهم يتبعونه ..ولا ننساق وراء فكرة ان كل شئ قد تغير
عصارة العقول لا تاتي من فراغ فقط تحتاج لمن يقدرها ويستعين بها ولنا ايضا ان نعالجها وفق الحاضر اذا لزم الامر عن ايمان بان
من فات قديمه تاه ..علي ان ننتبه ان المعاصرة لا تنفصل عما سبقها ذلك ان الربط بين الماضي والمستقبل مبدأ علينا ان نؤمن به ..

زر الذهاب إلى الأعلى