د. سوزان القليني تكتب : رمضان ونعم الله
(رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه أهلاً رمضان) من أجمل الأغاني الرمضانية التي ارتبطت في أذهاننا برمضان الخير الذي يأتي حاملاً معه الخير والبركة وكثير من نعم الله علينا وفرحة تجمع الأهل والأحبة علي موائد الإفطار والسحور، إلا أن رمضان أيضاً ارتبط في أذهان الكثير منا بتعليق الزينات والأنوار لكن أحياناً بشكل مبالغ فيه .
حتى مع ارتفاع أسعار الكهرباء تجد المحلات والبلكونات ومداخل العمارات تضوي من كثرة الكهارب والإضاءات الملونة التي تشعر معها أنك في مولد وصاحبه غائب أو مغيب الإدراك عن النعمة التي يهدرها ولا بشعر بقيمتها.
كانت إحدى الدول الأفريقية غنية جداً بها من المزارع والغنم والبقر ما لا يمكن حصره وعده حتى قيل إن الرجل في هذا البلد عندما يستيقظ من النوم يريد الإفطار كان يذبح كبشاً فيأخذ منه الكبد فيفطر عليه ثم يرمي باقي الكبش في الزبالة فزالت النعمة عنهم وتوالت عليهم النقم حتى أصبحوا جوعى يبحثون عن أي شيء يأكلوه!
أتذكر كلام جدتي رحمها الله ومثلها الدائم على مائدة الطعام (وجع البطن ولا كب الطبيخ) لأنها ببساطة من نعم الله من حفظها حفظته وكما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم (أحسنوا جوار النعم ولا تنفروها فإذا ذهبت عن قوم لا تعود إليهم… فاخشوشنوا فإن النعم لا تدوم).
(يا خواتي صايم وراجل شقيان ومراتي عايزه تجوعني حتى في رمضان) غناء المبدع فؤاد المهندس وصباح وترد عليه صباح: يا عالم فهموه رمضان ما عمروش قال كده رمضان قال احمدوه والحمد مش بالشكل ده (يوم كان الإعلام يؤدي رسالته الحقيقية في التوعية) ويعد هذا مظهر أخر من مظاهر إسرافنا وإهدارنا للنعم حيث تعد الموائد وبها ما لذ وطاب من أصناف الطعام وكم من البذخ لا يتناسب مع روحانية الشهر الكريم ويرفع ما بقي منه في سلة القمامة لقد زالت أمم وحضارات لإهانة نعم ربنا عليهم.
للأسف الشديد تطالعنا وسائل الإعلام بالحاج فلان وعلان وهم يلتقطون الصور التذكارية مع المتبرع إليهم سواء كانوا مرضي أو أيتام أو فقراء وهم يتباهون بتبرعاتهم على أنها عمل بطولي على الرغم من أنها من مصادر الزكاة الواجبة علينا جميعا تجاه الفقراء والمحتاجين كما أمرنا الله!
لقد حولنا شهر رمضان الكريم شهر التقرب الي الله الي فرح العمدة كهارب وموائد فارهة وصور تذكارية للإعلان والذكري الخالدة.
حافظوا على نعم الله تحفظكم.
