د.سوزان القلينى تكتب: “الأخلاق” لا تتجزأ !!
يعتقد الكثيرون أن الرزق هو المال وإنه كلما زاد المال كان الإنسان أغني وأكثر رزقا ونسي هؤلاء أن رزق الإنسان مقسم بين أشياء عديدة حياة مستقرة أولاد رحماء بأهاليهم نجاح في العمل توفيق في الأداء، ولكن من أهم أنواع الرزق التي يمكن أن ينعم بها الإنسان في الدنيا والأخرة هي الأخلاق .
كلما خالطت الناس كلما تأكدت ان الأخلاق مثل الأرزاق تماما فيها الغني بأخلاقه وصفاته وفيها أيضا الفقير وفيها من هو تحت خط الفقر .
الأخلاق هي المفتاح الذي يفتح القلوب ويلقي القبول ويحطم كل الحواجز الإنسانية بين الناس فهي لا ترتبط بوطن أو عقيدة أو دين إنما هي رزق يرسله الله لمن يشاء وهي خارطة الطريق التي يستند عليها الإنسان في مشواره الحياتي .
في مذكرات انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند سابقا سألت والدها الزعيم “جواهر لآل نهرو”:
ماذا يحدث في الحرب ؟رد والدها عليها: ينهار الاقتصاد
قالت: وماذا يحدث بعد انهيار الاقتصاد؟ أجابها والدها: تنهار الأخلاق.
قالت: وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق!؟
رد عليها بمنتهى الحكمة: وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟
يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي الاقتصادي الترفيهي
إلا انعدام الأخلاق لأن في هذه الحالة يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة.
فإذا عم الفساد وتسيد النصابون والمزورون المواقع الوظيفية المختلفة صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ولأصبح المجتهدون مسار لسخرية الجميع مما يزيد من حالات الإحباط بين العاملين ومن ثم انهيار المؤسسات التي هي عماد اقتصاد الدول
ومن الأقوال المأثورة (للأديب العالمي تولستوي )ما أكثر الكلاب النباحة بالزيف والتزوير في زمننا هذا دون أن تعرف لنباحها سببا أو تنال من جرائه فائدة . إنما الكلاب تنبح وتستلذ بنباحها لأنه نباح بالفطرة لم يعودوا يعرفوا أسبابه لأنهم تربوا عليه وللأسف هناك من يصدقهم ويجري ورائهم .
أكبر جريمة في حق الإنسانية والمؤسسات والدول هو توظيف من هو بلا أخلاق ولا قيم، حتى لو أدعي أو تظاهر بقدراته الخارقة علي العمل حيث يكون هذا المشهد الدرامي المألوف أحد أشكال النصب والزيف التي يمثلها هؤلاء بجدارة . فالأخلاق لا تتجزأ .