مقالات الرأى

د.إيمان ابراهيم تكتب: لماذا ارتفع سعر البيض والدواجن

يواجه السوق المصري ارتفاعًا ملحوظًا في اسعار بعض السلع المختلفة نظرًا للأزمة الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها أسعار الدواجن والبيض، الذى بات حديث الشارع المصري، مما جعل المواطن في حالة من الدهشة والتخبط جراء هذا الارتفاع غير المسبوق.
لاسيما أن الدواجن تعد من السلع القومية التي يعتمد عليها السواد الأعظم من الشعب المصري نظرًا لانخفاض سعرها مقابل أسعار مصادر البروتين الأخرى مما جعل المواطن يتساءل مندهشًا لماذا ارتفع سعر البيض والدواجن؟!
يرجع ارتفاع سعر البيض والدواجن إلى ارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج والمتمثلة في الذرة والصويا والتي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد مما نتج عنه ارتفاع سعر الأعلاف، التي لا بديل لها في تربية الدواجن، ومن هنا بدأت الأزمة عندما قرر صغار المنتجين الخروج من منظومة تربية الدواجن، وذلك لعدم قدرتهم على مواجهة أسعار الأعلاف التي كانت تتزايد يومًا تلو الآخر.
حيث كانت بعض مصانع الأعلاف قبل الأزمة تمد صغار المربين بالعلف وتُحصل منهم الثمن على دفعات مؤجلة، ولكن سرعان ما توقف ذلك في ظل ارتفاع سعر العلف، وعدم توافر مستلزمات الإنتاج في السوق، والتي تعتمد على الاستيراد بنسبة 80% وفقًا لما أشار اليه رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة نتيجة عدم قدرة المصانع على توفير احتياجات المربين من الأعلاف وبهذا اكتفى السوق بكبار المربين الذين لديهم القدرة على مواجهة ارتفاع هذه الأسعار.
وأدى عدم قدرة المربين على الاستمرار في تربية الدواجن إلى إقبال بعضهم على إعدام الكتاكيت والبعض عمل على إغراق السوق بلحم أمهات الدواجن التي تعمل على انتاج البيض المستخدم في الاستهلاك والتفريخ، وهو ما أدى إلى ظهور مشكلة ارتفاع أسعار البيض بشكل يسبق ارتفاع أسعار الدواجن، لأن البيض انتاج واستهلاك يومي فالتأثر به يكون بشكل سريع.
وبهنا أصبح المعروض أقل من المطلوب، لأن المواطن أقبل على شراء الأمهات كلحم لانخفاض سعرها عن سعر الدواجن العادية، وبمرور الوقت ظهرت الفجوة في الإنتاج التي أسفرت عن ارتفاع سعر البيض والدواجن.
ومن هنا يتضح أن الأزمة لم تكن بسبب استغلال تجار التجزئة والمربيين بشكل كلى كما يزعم البعض، وإنما نتيجة الخلل الذى حدث في منظومة الإنتاج الناتجة عن بيع أمهات الدواجن التي يعتمد عليها إنتاج البيض واللحوم معًا، فمن المفترض أن دورة الإنتاج تستغرق (21) يومًا للتفريخ و(40) يومًا للتسمين، ولكن الموازين اختلفت في دورة الإنتاج نتيجة عدم وجود أمهات للبيض، فبدلًا من أن تستغرق دورة إنتاج الدواجن (61) يومًا قبل الأزمة أصبحت تحتاج من (6 :7) شهور بعد التفريخ لكى يصبح لدينا أمهات لاستعادة إعمار مزارع الدواجن بالأمهات لتلبية احتياجات السوق من البيض وتحتاج من (10:9) شهور لتلبية احتياجات السوق من الدواجن .
وبهذا يتضح أن مستلزمات الإنتاج تسهم بنصيب الأسد في ارتفاع السعر ولم يكن التاجر أو المربى هو السبب الرئيس في ذلك، فالتاجر يواجه كساد في البيع بشكل نسبى نتيجة عدم قدرة المواطن على الشراء، وبعض المربيين يواجهون خسائر نتيجة انسحابهم من تلك المنظومة، وهذا يؤكد أنه كلما انخفض سعر مدخلات الإنتاج انخفض سعر المنتج والعكس صحيح، وأنه لا بديل عن اللجوء لزراعة مستلزمات الإنتاج من الذرة والصويا حتى يمكن سد احتياجات المواطن من البيض واللحوم في ظل الأزمات الاقتصادية التي تجتاح العالم بأثره.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"