الإستعلامات توثق دور “الرياضة” فى مكافحة التغيرات المناخية
——————————
بوابة “مصر الآن” | متابعات
تصاعد الحديث عن التغيرات المناخية وآثارها السلبية على كل المجالات والأنشطة البشرية على مدار سنوات طويلة بسبب التطرف فى درجات الحرارة، وعندما رُبط المصطلح بالرياضة أثار استغراب كثيرين، ودفعهم إلى التساؤل عن طبيعة العلاقة بين الظواهر الجوية وأنشطة الرياضة، فردية كانت أو جماعية مثل ألعاب الشواطئ وماراثونات الجرى والسباحة وكرة القدم.
رصدت دراسة نشرت على الموقع الرسمى للهيئة العامة للاستعلامات، دور الرياضة فى مكافحة تغير المناخ، جاء فيها أن الرياضة تمثل شغفا لأغلب البشر، ويراها كثيرون مؤثرا قويا فى توجهات مجتمعات ودول، من زاوية أنها مصدر دخل رئيسى لبعض الاقتصادات، ولديها قوة دفع قادرة على تغيير سياسات، فضلا عن أثرها الاجتماعى وما يتصل بمنظومة القيم، وكونها نشاطا لا يتطلب الانخراط فيه إلا رغبة شخصية.
وأضافت الدراسة أنه بالنظر إلى قضية المناخ هناك تساؤل مهم بشأن احتمالية أن نكون مجبرين يوما على تبديل عاداتنا الرياضية جذريا، أو الاستغناء عن أنماط ممارسة بعينها، وهو ما حدث بالفعل فى واحدة من أهم الرياضات الشعبية، كرة القدم، إذ تسبب الارتفاع المتزايد لحرارة الأرض فى تقليل فترات التدريب النهارية، ومحليا طالب مسؤولو هيئة استاد القاهرة اتحاد الكرة بإنهاء المباريات المقامة بالملعب فى العاشرة مساء، التزاما بقرارات الحكومة بشأن ترشيد استهلاك الطاقة.
وأوضحت الدراسة أن الرياضة أحد المساهمين والمصابين من ظاهرة الاحتباس الحرارى، كما أن لها وضعا فريدا يسمح بأن تكون جزءا من الحل، أولا لأن منصتها الاجتماعية الواسعة تجعلها أداة استراتيجية للتأثير على مواقف الناس، فيمتد انتشارها إلى كل المناطق الجغرافية والخلفيات الاجتماعية تقريبا، ويشارك ملايين الأفراد فيها إما بالمشاهدة أو الممارسة، وثانيا لأنه يمكن للرياضة أن تلعب دورا مهما فى التثقيف وزيادة الوعى تجاه ظاهرة الاحتباس الحرارى وقضايا البيئة بما فيها الترويج لنمط حياة صحى ومستدام.
وكشفت دراسة أن المشجعين يتقبلون المبادرات البيئية ويشاركون فى جهود الحد من الآثار البيئية ليس فقط عند حضور الأحداث الرياضية، وإنما فى سلوكياتهم اليومية ومجتمعاتهم المحلية، لهذا يمكن أن تكون حملات الاستدامة البيئية المستهدفة أساسية وأن يكون الرياضيون قدوة لأنصارهم، عبر استخدام مكانتهم الاجتماعية فى تثقيف الأفراد والمجتمعات وتحفيزهم على تغيير أنماط حياتهم لتحسين الكوكب، يُضاف لذلك أنهم نشيطون بشكل متزايد فى الضغط من أجل العمل المناخى: عقب ذوبان سوتشى فى 2014 وقّع 105 لاعبين بالأولمبياد الشتوية عريضة تحث قادة العالم على معالجة ظاهرة الاحتباس الحرارى بمناسبة قمة تغير المناخ COP26، واجتمع أكثر من 50 من الأولمبيين والبارالمبيين العالميين من “طوكيو 2020” للدعوة إلى إجراءات طموحة من قادة العالم خلال القمة، وثالثا يتزايد الاعتراف بالرياضة كأداة منخفضة التكلفة وعالية التأثير للوصول إلى التنمية المستدامة، وأخيرا يمكن أن يكون لإدراج معايير الاستدامة فى صناعة الرياضة تأثير مضاعف بما يساهم فى معايير الإنتاج والاستهلاك المستدامة فى الصناعات الأخرى.
ونوهت الدراسة الى أنه خلال السنوات الأخيرة ظهر عدد متزايد من المبادرات العامة والخاصة، وطنيا ودوليا، فعلى المستوى الدولى وضعت اللجنة الأولمبية الدولية “IOC” استراتيجية الاستدامة شاملة العمل المناخى، بهدف تجاوز حياد الكربون وجعل الألعاب سلبية الكربون بحلول 2030، ولهذا وضعت خطة “النوايا الاستراتيجية” متضمنة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى المباشرة وغير المباشرة، والتكيف مع عواقب تغير المناخ فى تخطيط المرافق والأحداث، كما بات يُعد الالتزام بالعمل المناخى أحد متطلبات المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية، وساهم ذلك فى الاستراتيجية الأخيرة للألعاب الأولمبية الصيفية “طوكيو 2020” التى تضمنت على سبيل المثال استخدام المبانى الموجودة مسبقا “كانت 60% من جميع المرافق الموجودة مسبقا”، واستخدام الطاقة المتجددة للألعاب وتنفيذ برنامج تعويض الكربون، واستضافت الألعاب العالمية الأولى للسكان الأصليين موائد مستديرة حول الاستدامة وتغير المناخ. وأطلق برنامج Connect4Climate التابع لمجموعة البنك الدولى مبادرة Sport4Climate إذ بدأ البرنامج بالتعاون مع Forum Das Americas، وهو عبارة عن حملة تواصل عالمية تعرض كيفية تعامل الرياضة مع ظاهرة الاحتباس الحرارى، وتشمل مبادراتها حملة “1.5 درجة مئوية: رقم قياسى يجب ألا نحطمه” التى أُطلقت فى 2016 بهدف زيادة الوعى لدى الجمهور الأوسع حول الهدف المحدد فى اتفاقية باريس.