مقالات الرأى

حسن الشايب يكتب: علَّمتني الحياة مواجهة الابتلاء بالدعاء

علَّمتني الحياة أن الصبر على البلاء، واللجوء إلى الله بالدعاء، وعدم الالتفات إلى شماتة الأعداء، ومواصلة السير دون النظر إلى الوراء، سينجيك لا محالة من سوء القضاء.
كثيرة هي الابتلاءات التي يواجهها الإنسان في حياته، ما بين فقدان أهل وأحبَّة تركوا بعد رحيلهم حزنا عميقا وجرحا غائرا في القلب لا يندمل ، وشوقا وحنينا إليهم لا يخفت رغم مرور عديد السنوات ، وما بين أمراض وأوبئة تنهك الجسد وتتعب النفس وتستنزف المال، ليدرك حينها العبد المسكين، المنشغل بأمور دنياه عن أُخْراه، إن نعمة واحدة من نِعَم الله، جلَّ في عُلَاه ، توجب عليه السجود شُكرا للخالق العظيم في كل وقت وحين.
بعض الابتلاءات التي نواجهها في حياتنا يمكن أن يردَّها الله عنا بالدعاء، مصداقا للحديث الشريف عن الرسول الكريم (ص) أنه قال: “لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء”. فكم من مشاكل في العمل يتعرض فيها البعض للظلم البيِّن بسبب أناس حاقدين أو غيورين ، أو لذوي سلطة، ماسحي جوخ ومنافقين، وبالصبر والاحتساب والدعاء بإخلاص لله عز وجل، تدخلت قدرة الله بردِّ الابتلاء وهذه حقيقة تؤكدها وصية نبينا الكريم (ص) لابن عباس حيث قال له: “يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”.
أعرف صديقًا كان متميزا وناجحا في عمله، تعرَّض ذات مرة لاختبار قاس كاد يكلفه وظيفته التي أفنى نصف عمره وهو يعمل فيها بكل تفان وإخلاص وحبّ.. يقول هذا الصديق: أمام شدة الصدمة وقسوة التجربة ونفاذ القرار الحاسم بوجوب الرحيل، لم أجد سوى الله عز وجل لأشكو إليه وأدعوه أن يرفع عني البلاء ، ولم تمض أيام قليلة حتى جاءت الاستجابة بصورة لم أكن أتوقعها أو أتخيَّلها”.
نعم .. علينا الدعاء ومن الله الإجابة، علينا السؤال ومن الله العطاء، إليه نشكو وهو سبحانه المستعان. تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والدعاء وصالح الأعمال.. ورمضان كريم.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"