حازم مهنى يكتب: حياتنا بين أمهاتنا الطيبة
أمهاتنا الطيبين ،كل عام و أنتم بخير و كل أم طيبة بخير و بركات ملئ الأرض والسماء ، لمن فى الأرض ،و من فى السماء ،أطيب أمنياتي القلبية لكل أم و كل أخت كل قلب حنون يحمل بين حناياه حنين الأمومة ،دون أولاد ، فالأمومة فطرة غريزية بكل الكائنات ، أم الأمومة الإنسانية فهى فطرة راقية عن كل الكائنات ،الأمومة طيبة قلب ،و ضياء روح ،و سلامة صدر ،حب ،و إحتواء و عذوبة ،و همة عالية ،فالبنت التى تراعى إخوتها أو والديها هى أم ،المدرسة التى ترعى تلاميذها هى أم ،الدكتورة التى ترعى طلابها هى أم ،الأمثلة كثيرة ،خلاصتها أن الأم هى : من يتعامل معها يشعر بتعامل الأم من الطيبة والرقي ،و الحنو ،و العطاء ،
أما أمهاتنا الأفاضل،( الوالدات ،من حملن ،و أرضعن ،و وضعن ، و ربّين ) ماذا عساى أن أكتب ،مهما أسعفتنى الكلمات والمشاعر ، فقد كرّمكم الله من فوق سبع سماوات فى كل شرائعه السماوية ، فقال تعالى : في كتابه العزيز:
(” و قضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا “).
( و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ).
التعريف الاصطلاحى : الأمومة هى علاقة بيولوجية + علاقة نفسية بين الأم ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء والبنات .
التعريف اللغوى: الأم هى أصل الشىء ،وهى الوالدة ،و الجدة ، ما تبعهم من فروع لهن مثل العمة ،و الخالة ،و فروعهن و إن كنّ بنات ،
تعريف الأمومة الكاملة التى تحمل وتلد وترضع (علاقة بيولوجية) + وتحب وتتعلق وترعى (علاقة نفسية) ،
إن الأمومة هي احساس فطري لدى المرأة تجاه أولادها ،يدفعها إلى العطاء ،والحب وتحمل المشاق من أجلهم ،هي تركيبة من الخصائص البيولوجية والنفسية ،التي تجعلها تحمل وتلد رغم ما ينطوي عليه ذلك من آلام لا يكاد يتحملها البشر،وهي أيضًا تلك العاطفة التي تغمر أولادها بها حبا ،ورعاية وحنانا ،وتفضلهم على نفسها دون أن تنتظر مقابل ،فالأم هي المعلم الأول للطفل ،ويأتي دورها قبل الحضانة والمدرسة،ةالجامعة ،فالأم هى الموجه والدليل لأبنائها ،وهي التي تغرس القيم والأخلاق بشخصياتهم ،قبل الخروج إلى العالم، فضلًا عن كونها مصدر الحنان والأمان لأولادها ،كما ان مهارات الحياة التي يكتسبها الطفل في حياته إنما يستمدها من أمه، وتستمر الأم في بذل العطاء لأبنائها حتى يشبوا ويصبحوا رجالًا ونساءً قادرين على مواجهة الحياة ؛ولا ينتهي عطاؤها عند هذا الحد فهي لا تزال تعطي وتهتم بأبنائها وتراهم صغارًا بأعينها مهما بلغوا من العمر،و تحلم بأحفادها .
إنّ الأمومة ليست غريزةً فطرية تتميّز بها كل النساء كما يظن البعض ،بل هو سلوكٌ تتعلّمه ،الأنثى بمرور الزمن ،و عاطفة تتشبع بها ،فروق فردية بينهن .
** و هناك أنواعاً أخرى من الأمومة الأقل إكتمالاً كأن تلد المرأة طفلاً ولا تربيه ،فتصبح فى هذه الحالة أمومة بيولوجية فقط ،أو تربى المرأة طفلاً لم تلده فتصبح أمومة نفسية فقط ، فأنواع الأمومة ،ثلاثة :
1 – الأمومة الكاملة (بيولوجية+نفسية) : وهى الأم التى حملت وولدت وأرضعت ورعت الطفل حتى كبر ، وهى أقوى أنواع الأمومة .
2 – الأمومة البيولوجية : وهى الأم التى حملت وولدت فقط ثم تركت ابنها لاى سبب من الأسباب وهى أمومة قوية وعميقة لدى الأم فقط . ولكنها ليست كذلك لدى الابن
(أو البنت) ،لأن الأبناء لا يشهدون الأمومة البيولوجية وإنما يشهدون الأمومة النفسية .
3 – الأمومة النفسية : وهى الأم التى لم تحمل ولم تلد ولكنها تبنت الطفل بعد فراقه من أمه البيولوجية فرعته وأحاطته بالحب والحنان حتى كبر . وهذه الأمومة يعيها الطفل أكثر مما يعى الأمومة البيولوجية لأنه أدركها ووعاها واستمتع بها .
والأمومة النفسية – سواء كانت جزءاً من الأمومة الكاملة أو مستقلة بذاتها – تقسم إلى قسمين:
1 – الأمومة الراعية : وتشمل الحب والحنان والعطف والود والرعاية والحماية والملاحظة والمداعبة والتدليل .
2 – الأمومة الناقدة: وتشمل النقد والتوجيه والتعديل والأمر والنهى والسيطرة والقسوة أحياناً .
وفى الأحوال الطبيعية يكون هناك توازن بين قسمى الامومة فنرى الأم تعطى الرعاية والحب والحنان وفى نفس الوقت تنتقد وتوجه وتعاقب أحياناً .
أما فى الأحوال المرضية فنجد أن هذا التوازن مفقود فيميل ناحية الرعاية الزائدة والتدليل أو يميل ناحية النقد المستمر والقسوة والسيطرة .
الأم نسمات حانية نستعين بها على الأيام ،تؤنس وحدتنا فى الحياة ،كعطر يفوح بين بأرواحنا ،فيعطر ربيع حياتنا ،أمواج من الدعوات تأخذنا إلى بر الأمان ،عطاء للدفئ والحنان ،عطاء للأمن والأمان ،أنهار من العطاء تروي روح من حولها كنهر للظمئان ،إبن ،زوج حبيب ،شقيق ،جار ،قريب ،فهي عطاء مستمر ،يشعر به جميع من حولها ،كظل يحميهم من لظى شمس الحياة ،و قسوتها ،هى دفئ يحميهم من صقيع الحياة ،و قسوة جليدها ،فى قربها أمان الأم التى لم تلدك ،و كثيراً ما تكون تلك الأم الحنون ممن ينطبق عليها قول الله تعالى : لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50). صدق الله العظيم (50)سورة الشورى.
بعض النساء لم يقدر لهن الله تعالى أن يرزقهن بالذرية فى الدنيا ،لكن عوضهم بعطايا كثيرة ،منها الصبر ،و العطاء ،والحب ،فتحمل صفات الأم بحنانها وعطائها ،شلالات حب وعطاء لمن حولها ، فهنيئا لكم ،و عظيم التحية.