مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: سيدة القلوب

0:00

امرأةٌ فريدة، يُوسُفيةُ الرُّوحِ في تحمُّلِ المِحَن، والصبرِ على البلاء، تقفُ بجوارِ زوجِها وإن لم يكن حبيبَها!! تتحملُ من المتاعب والمصاعب والأهوال ما تنوء به الجبال، حتى لكأنكَ تراها امرأةً تعيشُ على الأرض لكنّ عينَها تنظر لأعلى، وقلبَها مُعلقٌ بالله، وعقلَها ينتظر جائزةَ السماء، فلا تُبالي إن وقع البلاء، ولا تكترثُ بالسعي في الألواء (النواحي)، ومع ذلك لا تنسى نصيبَها من حُسن الملبس، وهي تتمتع بسحرٍ وجمالٍ وجاذبية، وبضعفٍ يجعلُها قوية!!
في محيطها كثيرون… زملاءُ عمل، وذوو قُربى، وجيران، يفكرون بها لكنهم يخشون أن ينبِسوا ببنتِ شَفَةٍ فيُفتضَحَ أمرُهم!! ومع ذلك يُمَنِّي كلٌّ منهم نفسَه أن تعرف!!
كيف ستعرف؟! لا يدري أحدٌ منهم!!
يتمنى كلُّ واحدٍ _ حتى _ أن تقول له: اكتشفت ُ أن قلبَك فيه مرض!! فيردَّ عليها: الغرضُ مرض، لكنّ الحبَّ “فيه شفاءٌ للناس”!!!
حين تكون (online) تحيا قلوبُهم، وحين تخرج من حسابها يخرجون من حسابات الأحياء في الدنيا!!
حين تكتب إليهم يُسرعون بالرد، وحين لا تردُّ عليهم يَشعرون بالموت!!
يقرأ أحدُهم (ممنوع من السفر) لـ (أحمد فؤاد نجم) في حُب (القاهرة) فيراها هي مدينتَه وعاصمةَ قلبِه: ( ممنوع من الغنا _ ممنوع من الكلام _ ممنوع م الاشتياق _ ممنوع م الاستياء _ ممنوع م الابتسام _ وكل يوم فى حبك _ تزيد الممنوعات _ وكل يوم باحبك _ أكتر من اللى فات … )!!

يقرأ أحدُهم لـ ( عبد المجيد السامرائي ):
وَقَـالَ الــعَــقْـلُ: دَعْــــهُ وَلا تَــــزُرْهُ
وَقَـالَ الـقَـلْـبُ: فَـلْـتَــذْهَـبْ إلَــيْــهِ
حَـدِيـثُ الـعَـقْـلِ مَـوْضُـوعٌ، وَلَـكِـنْ
حَـدِيـثُ الـقَـلْـبِ مُــتَّــفَـقٌ عَـلَـيْــهِ !!

فيقول: نعم نعم، هو ذاك، لكن، كيف الوصال؟! إن دلالها مشروط، لا تَهَبُه إلا لمَن يستحقه؛ فأنوثتُها سِرّ، لا تبوحُ به، إلا لمَن يصونه، ومَن يصونُه إلا زوجٌ حبيب؟! إن تعذرَ وجودُه، فالسِّرُّ في بئر، لن يصلَ إليه أحد!! وكما قالت إحدى نساءِ بني العباس قديمًا: نحن نساءٌ مع رجالِنا، رجالٌ مع غيرهم!!
يا سيدةَ القلوب: سلامٌ إلى روحِكِ الصافية، وقلبِكِ العامر، إن كنتِ موجودةً على وجه البسيطة بين نساء الأرض، وكلي ثقةٌ في وجودِك.

زر الذهاب إلى الأعلى