مرسال المراسيل

المطلقة العذراء !!

قصص من الحياة يكتبها : عبداللطيف نصار

أنا فتاه جميلة وجامعية ومؤدبة وبنت ناس، كنت أحلم دائماً بفتى أحلامي ضابطا أو مهندساً أو دكتورا، وتقدم لي شاب من أسرة محترمة وتمت الخطبة،ثم زرته في عمله واكتشفت أنه متزوج عرفياً من سيدة تكبره بعشر سنوات،
فسامحته على أمل الإصلاح ولكني اكتشفت أنه متزوج أخرى عرفياً أيضاً بعدما عقدعليَّ، فألححت في طلب الطلاق، وحصلت عليه.
وبعد الطلاق سارت الحياة بحلوها ومرها،وحدثت لي أشياء كثيرة حيث عمل أبي في مشروع بعيد وذهبت أنا وأخي للعمل معه في الإجازة،وكان يشرف على هذا المشروع مهندس أعجب به أبي وبأخلاقه وتدينه وسلوكه المؤدب،كما أعجب الشاب بي وأحسست أن الله سوف يعوضني خيراً ،وتقدم لأسرتي طالباً يدي وحيث إنني جميلة ومتدينة وملتزمة حدود الله ومحجبة ووالدي قمةفي الأخلاق والذوق وتربيته أزهرية ، لم يهمني إمكانياته المادية في بادئ الأمر سوى أخلاقه وتدينه وأنه إنسان يحافظ عليَّ ويحترمني، ولا يهمني أي شي آخر، واشترك مع أبي في المشروع وجاء بأسرته إلى المنزل وتمت قراءة الفاتحة وبعدها بشهر ألبسني الدبلة والمحبس فقط ،وكان يطمئن عليهما في يدي كلما يراني،لماذا لا أعرف؟ وبدأت اكتشف فيه البخل هو وأسرته ولا يمكن أن يظهر جنيهاً من جيبه،وعندما نركب تاكسياً لا يمكن أن يدفع ،وإذا دخلنا مطعماً بسيطاً لنأكل فولاً وطعمية أو كشري لا يمكن أن يدفع،وكذلك العصائر ،وهكذا مواقف كثيرة تملأ كتاباً، قلنا مش مهم البخل لأن البخل لا يمكن علاجه.
وعندما جاء له عقد عمل بالخارج ساعدته لكي يسافر،وأنهيت كل أوراقه وشهادته من كليته ،وشجعته على السفر لكي يبني نفسه ويعود لكي نتزوج،ولكنه لم يفعل وتسبب في جعل أسرته تتهمني بأنني السبب في عدم سفره، وعندما ذهبت مع أخي وأمي إلى والدته لكي أهنئها بعيد الأم اتهمتني بعدم سفره، وهو جالس أمامها يتكلم، واتهمتني بالكذب مع أنني شجعته على السفر ،وهو لم يرد على أمه، فقالت أمي :من الذي قال لك ذلك؟ قالت: هو الذي قال لي إنها مش عايزاه يسافر. وهنا أتضح كذبه وتأسفت لنا أمه بعدما عرفت الحقيقة.
بالإضافة إلى أنه يعامل أبي وأخي اللذين وقفا بجانبه في هذا المشروع معاملة سيئة ويتطاول على أبي بلسانه ،وهو عنيد جداً ،ويعاند أبي وأخي وعندما أعاتبه يتعصب ، ولا يعطي لكلامي أي اهتمام ويعامل أخي بالمليم مع أننا لم نبخل عليه بأي شيء ونحن الذين وقفنا بجانبه ،وأبي دائماً واقف بجانبه بجهده وصحته وماله ووفر له الكثير ،وعندما تعرض لمشكلة في مشروعاتنا لم يجد أحداً يقف بجانبه غيرنا،وأخذ من أمي مالاً لكي يحل هذه المشكلة وعندما طالبته بمال أمي ،قال لا يوجد معي نقود،ونحن متأكدون أن معه نقوداً ،ولكنه يقول هو أنا قلت لكم أقفوا معي؟ ردت عليه أمي وقالت يا بني أنت مثل أبني تمامً ؛لذلك لا يعترف بجميل أحد، ولا يشكر أحدا مع أننا نسعى لمصلحته وزيادة رزقه.
ولو له مليم عند أحد يأخذه بالصوت العالي وسب الدين، تصوَّر أول مرة سمعته قلت له حرام عليك والمصحف الذي في يدك هل تحمله لتخدع به الناس،يقول أنا كده وعجبك على كده أهلا وسهلا، قلت له لا يعجبني وأن جميع الناس تكرهك بسبب أخلاقك؟ أصلح نفسك حتى يرضى عنك الله والناس،فقال: أنا مبسوط أن الله غضبان عليَّ،والناس بتكرهني فأناأشك في كل الناس لأقصى درجة حتى في أهلي وأنت وأهلك،بل إنه يشك في أصابعه ومع ذلك فإن أبي دائماً عطوف عليه ويحبه جداً ويعتبره ابناً له ،وأمي تقول له أنت أخ كبير لإبني بالرغم من معاملته السيئة لأخي.
وفي الآونة الأخيرة بدأت ألاحظ عليه بعض التصرفات الغريبة مع الناس واستغلالهم وعدم مساعدته لأحد إذا احتاجه ، وغشه لهم وعندما أقول له إن ذلك حرام، يقول لي هذا سوق أنت تعرفي إية عن السوق ،أنت واحدة متربية على الأخلاق والتدين دة حرام وحلال،وأنا لا ينفعني ذلك.
ويقول لي لو تزوجنا تمشي على طبعي، وتنسي تربيتك المتدينة ،ونقفل علينا الباب أنا لا أعرف أهلي ولا أنت تعرفي أهلك، قلت له لا يمكن الاستغناء عن أهلي ولا الناس، أين صلة الرحم التي تدخل بها الجنة؟
فهو إنسان عايش لنفسه ،وحتى نفسه يبخل عليها،ولم ينفق على شيئا،ومرة تركني في الشارع أنا وأخي بدون أي سبب ،وركب أتوبيسا بمفرده ،وركبنا أنا وأخي تاكسيا ،ولم أقل لأمي وأبي ،كما أنه لا يخاف عليَّ أبداً حيث يتركني أعمل في المشروع وهو جالس يدخن ويشرب الشاي ،وعندما يأتي عندنا ،ماما تعمل له فرحا، الغدا والحلو وكل ماعندها يقدم له،وتقول إكرام الضيف يا أولادي واجب على كل مسلم ،هذا مسكين لم يجد أحداً من أهله يقف بجواره ،بالرغم من أن أسرته ناس محترمون جداً، والده في مركز مرموق ووالدته أيضاً ،ومازاد الطين بلة أنه طالب أبي بشقة تمليك لكي يتزوج فيها والوقوف بجواره في العفش، الكثير على أبي والقليل عليه ،فرد عليه أبي: أصلح من نفسك وأخلاقك زي ما كنت داخل علينا في الأول فأنا كدة أخاف أعطيك فلذة كبدي بكل الأعمال الموجودة بك.
وبدأ يعاند أبي وبعد سنة كاملة تحملها أبي وأهلي على أعصابنا حتى تأثر أبي بكل الأحداث ومرض وبدأ يعالج حيث أثرت عليه هذه المشاكل، وعندما أنزل إلى عملي وأتركهم في المشروع أبي وأخي وهو فقط ،فإنه لا يسأل عني ولا حتى بالتليفون ولا في الأعياد ولا المواسم ولا يأتي ولا يتصل تليفونيا، لماذا لا أعرف؟ وحزنت لهذه المواقف كثيراً وعلى تحمل أبي وأمي ،وكان الله في عونهما، فقررت أن أتركه وأعطيته الدبلة والمحبس اللذين أحضرهما لي ،والله يسامحه على ما جناه عليَّ وعلى أهلي وهذا حظي من الدنيا والحمدلله ،وأنا الآن أصبحت إنسانة حزينة وأعرف أن الله يختبر قوة تحملي وإيماني وصبري ،أنا لا أنام الليل وأسأل نفسي ماذا جنيت لكي يحدث لي كل هذا؟ ولماذا دائماً يحدث لي ذلك؟ وأنا أبلغ من العمر 24 سنة وحصلت علي الطلاق وعمري 20 سنة لماذا؟
مع إننا أسرة طيبة جداً، ومحترمة لأقصى درجة، وأمي وأبي يراعيان الله في كل شيء ولا يؤذيان أحدا، ولا يتطاولان على أحد ومحبوبان من الجميع وكل الناس تحبهما وتزورهما ومن يحتاج إليهما في شيء يساعدانه بكل ماعندهما ولا يبخلان بأي شيء على أحد.
وانفصلنا وفُصل أبي من المشروع ،وبدأ خطيبي يعايرني بأنني آنسةمطلقة،ولن أجد أحداً من الشباب يعبرني ولا من البشر جميعاً،
قلت له لي الله عز وجل والله قادر على كل شيء.
والآن هل أجد لديك حلاً يريحني مما أنا فيه أنا وأهلي، فأنا أتعذب وأبكي ليل نهار لأني أصبحت صاحبة تجربة لا ذنب لي فيها “أي الآنسة المطلقة ” فهل ذنبي أنني تربيت على القيم والأخلاق والتدين والصدق.
أنا حزينة لبكاء أمي الشديد على أبي وتعبه، وحزينة على نفسي، وإحساسي ألا يرضي أي شاب أن يقترن بآنسة مطلقة، وعمرها الآن 24 سنة.
أرجو أن تعطيني كلمة تريحني لأنني تحطمت من ظروفي السيئة أين الطيبون للطيبات؟

الحائرة:
أ.ح.ع
مصر الجديدة

**وهل فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام شيئاً ليلقوه في النار، وهل فعل سيدنا يحيى شيئاً ليكون مصيره القتل، وهل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً ليقذفه الأطفال بالحجارة وهو بالطائف حتى دميت قدماه.. هذه المقدمة لابد منها لأثبت لك أنه ليس بالضرورة أن أكون مذنباً ليحدث لي مكروه، بل إن كثيرين يستحقون الإعدام على أفعالهم ومع ذلك يتمتعون برزق واسع وصحة جيدة فهل معنى ذلك أن الله راض عنهم؟!
وهناك كثيرون يستحقون أن يكونوا في نعيم مقيم، ولكنهم فقراء ويعانون الأزمات الصحية والمادية فهل معنى ذلك أن الله سبحانه غاضب عليهم ويستحقون ما هم فيه؟ ومعنى ذلك أن نرضى بقضاء الله خيره وشره.. ونكون مؤمنين بما قسمة الله لنا.. وصدق الله سبحانه في حديثه القدسي حيث قال على لسان نبيه الكريم “من لم يرضْ بقضائي فليخرج من تحت سمائي”، وفي حديث آخر يقول “يابن آدم اعلم أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلابشيءقد كتبه الله لك،ولو اجتمعت الإنس والجن علي أن يضروك بشيء فلن يضروك إلابشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وطويت الصحف” فهل بعد ذلك تشكِّين في قضاء الله ورحمته الواسعة؟
أنت تقولين أين الطيبون للطيبات؟.. فإذا كنت فعلاً طيبة فما حدث لك صحيح لو نظرت إليه نظرة أوسع من نظرتك الضيقة إذا كيف تتزوج متدينة وطيبة على خلق من إنسان منافق متزوج غيرها عرفياً ثم تكتشفين أنه متزوج أخرى عرفياً أيضاً.. فهو إذاً ليس طيباً وبالتالي لا يصلح لطيبة مثلك فحدث الطلاق وأنت في سن عشرين عاماً وهذا لصالحك وليس ضدك..
فالأفضل لك أن تنفصلي من رجل مزواج بدلاً من أن تكوني الثالثة.
أماالرجل الثاني في حياتك- وآسف لأني أسميه رجلاً-لأنه لا يستحق فهو بخيل وقاطع رحم ويسب الدين ويشتم الناس فهل هو بذلك طيب يستحق طيبة؟ لا ياآنستي إن الانفصال كان الأفضل ،وحتى لو ظللت عمرك كله بدون زواج أفضل من زوج يسب الدين ويشتم ويبخل حتى على نفسه.. فماذا تتوقعين منه بعد ذلك؟
وأعود معك لنقطة البداية :إن ما حدث لك نعمة تشكرين الله عليها لأن كلاً من الشابين اللذين ارتبطتِ بهما ليس رجلاً ولا يستحق أن يكون زوجاً لإنسانة طيبة وجميلة ومؤدبة ومتدينة وبنت ناس..!
والحق يقال لقد كان عندك حق عندما أنهيت الارتباط الأول مع الشخص المزواج.. ولم يكن عندك حق عندما طالت فترة الخطوبة إلى عام مع البخيل وقاطع الرحم الذي يسب الدين، لا كنت على حق ولاأسرتك أيضاً ،لأن من شب على شاب شيء عليه، وهو شب على الكذب والخداع والبخل.. فماذا تتوقعين أنت لإصلاحه؟ بل إنه يطلب منك الانقطاع عن أهلك وأهله بعد الزواج فهل هذا رجل يستحق أن تتزوجيه؟
والآن عمرك 24 سنة وجميلة وبنت ناس ومتدينة وطيبة.. وسوف تجدين من هو أفضل من هذين النموذجين السيئين إن شاء الله،والمهم ألا تقعي في نفس الحفرة مرةثالثة ،فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين..
#مرسال_المراسيل
#عبداللطيف_نصار

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"