شعبان ثابت يكتب : (صعيدي وأفتخر)
أقدم لكم اليوم نموذج مشرف لشاب صعيدي ولد في قرية(أم الحويطات) التي لم يسمع بها أحد قبل ذلك؟
ثم إنتقل صغيرا بصحبة أسرته الفقيرة إلى مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر نشأ وتربى في أسرة تقبع تحت خط الفقر وبدأ رحلة الشقاء مع الأب الذي يعمل عامل في منجم فوسفات وكان يذهب معه منذ سن 10 سنوات ليشاهد بعينيه معاناة عمال المناجم في عز الحر والشمس الحارقة ثم بدأ يساعد والده في تصنيع الطوب الني إلى أن إلتحق بكلية العلوم قسم( الكيمياء) بجامعة جنوب الوادي.
وكان يعمل قهوجي أثناء الدراسة الجامعية لمساعدة نفسه في تدبير مصروفات الدراسة إلى أن تفوق وتخرج في الجامعة بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 2006 ليتم تعيينه معيد بجامعة جنوب الوادي بكلية العلوم قسم الكيمياء عام 2007 وتتوالي النجاحات ليحصل على الماجستير في الكيمياء الهندسية بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 2013 وفكر في الذهاب إلى بعثة علمية بإنجلترا لمدة 3 أشهر.
وعندما ذهب إلى القاهرة لإجراء المقابلة للحصول على البعثة وقف أمام اللجنة فقال له أحد الدكاترة ( قول ياصعيدي بالعربي ) بلهجة سخرية من الصعايدة وظنا منه أنه لايتحدث الإنجليزية ليكون مثار لسخرية وضحك الحاضرين ولأن الدكتور صعيدي إبن صعيدي يا ساده كان مجهز أسلحته جيدا
إنه الدكتور / أحمد إبراهيم الشريف
الذي ولد يوم 15 من شهر سبتمبر عام 1985 كان مستعد لذلك اليوم بقراءة 200 بحث في تخصصه باللغة الإنجليزية رفض أن يتحدث بكلمة واحدة باللغة العربية وتحدث باللغة الإنجليزية بكل طلاقة وأبهر اللجنة وحصل على البعثة إلى جامعة الملكة فكتوريا في إنجلترا.
وسافر أحمد الشريف ليتفوق هناك وينشر العديد من الأبحاث في مختلف المجلات العلمية لتعرض عليه الجامعة منحة كاملة للحصول على الدكتوراه ويحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية بإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى ويتم تعيينه أستاذا في جامعة الملكة فيكتوريا بإنجلترا ويستمر تفوقه ليتم إختياره ضمن قائمة 2٪ من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم طبقا لتصنيف جامعة ستاندفورد الأمريكية.
وتشاء الاقدار أن يكون محَكِماً في إعطاء درجات علمية في مجموعة من الأبحاث من بينها بحث لنفس الدكتور الذي إستهزأ به وقال له ( قول ياصعيدي) فى جامعة عين شمس ليصبح الطالب حكما على أستاذه بل ويتفوق عليه؟
ليتم دعوته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لعرض أبحاثه في قمة المناخ رقم 27 المنعقدة الآن في مدينة شرم الشيخ كل هذا ولم وعمره لم يتجاوز 38 عام !
لذا قلتها وسأقولها ما حييت ( صعيدي وأفتخر)
إلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه